للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الواعية١ وبعدًا لمن طغى، وأدبر وعصى، وكذب وتولى، ألا فادخلوا أيها الناس فبايعوه بيعة هدى، فلا والذي جعل السماء سقفًا مكفوفًا٢، والأرض فجاجًا٣ سبلا، ما بايعتم بعد بيعة علي بن أبي طالب وآل علي أهدى منها".

ثم نزل، ودخل عليه أشراف الناس، فبسط يده وابتدره الناس فبايعوه، وجعل يقول: تبايعونني على كتاب الله وسنة نبيه، والطلب بدماء أهل البيت، وجهاد المحلِّين، والدفع عن الضعفاء، وقتال من قاتلنا، وسلم من سالمنا، والوفاء ببيعتنا، لا نقيلكم ولا نستقيلكم" فإذا قال الراجل نعم: بايعه.

ثم وثب المختار بمن كان بالكوفة من قتلة الحسين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ والمشايعين على قتله، فقتل من قدر عليه منهم، وهرب من الكوفة بعضهم فلم يقدر عليه، وكان ممن قتلهم عمر بن سعد بن أبي وقاص وابنه، وبعث برأسيهما إلى محمد بن الحنفية.

"تاريخ الطبري ٧: ١٠٨"


١ الواعية: الصراخ على الميت ونعيه "ولا فعل له" والمعنى: كم من ناع وناعية لأناس قتلوا بسبب نعيهم وصراخهم على من قتل من الحسين وأصحابه، فهو يستثيرهم لطلب الثأر من أعدائهم الذين لم يكفهم ما اقترفوه من قتل الحسين وشيعته، بل ضموا إلى جرمهم أن قتلوا من نعى هؤلاء الشهداء وبكاهم.
٢ الكفة بالكسر ويضم: حبالة الصائد، وكل مستدير.
٣ الفجاج: جمع فج، وهو الطريق الواضح الواسع.

<<  <  ج: ص:  >  >>