للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعمرًا يخبراك ليلة الهرير١ كيف ثباتُنا للمثلات٢، واستخفافُنا بالمعضلات، وصدْق جلادنا عند المصاولة، وصبُرنا على اللأواء٣ والمطاولة، ومصافحتنا بجباهنا السيوف المرهفة٤، ومباشرتنا بنحورنا حد الأسنة، هل خِمْنا٥ عن كرائم تلك المواقف؟ أم لم نبذل مهجنا٦ للمتالف؟ وليس لك إذ ذاك فيها مقام محمود، ولا يوم مشهود، ولا أثر معدود، وإنهما شهدا ما لو شهدت لأقلقك، فاربع على ظلعك٧، ولا تتعرض لما ليس لك، فإنك كالمغروز في صفد٨، لا يهبط برجل، ولا يرقأ٩ بيد".


١ هي ليلة العاشر من صفر سنة ٣٧، وفيها حمل جيش علي على جيش معاوية في وقعة صفين حملة عنيفة، واقتتلوا تلك الليلة كلها حتى الصباح، وأوشك جيش علي أن تكون له الغلبة.
٢ جمع مثلة "كغرفة" من مثلت بالقتيل: إذا نكلت به.
٣ اللأواء: الشدة.
٤ المرققة.
٥ خام عنه يخيم: جبن ونكص.
٦ جمع مهجة، وهي الدم أو الروح.
٧ ربع كمنع: وقف وانتظر وتحبس، وظلع ظلعا كمنع: غمز في مشيه، واربع على ظلعك أي أنك ضعيف فانته عما لا تُطيقه واسكت على ما فيك من عيب.
٨ الصفد: القيد، وفي الأصل "كالمغرور في صفد" وأراه "المقرون في صفد".
٩ أي يصعد ويعلو: رقأ في الدرجة صعد: يقال: رقأت ورقيت "كرضيت" وترك الهمزة أكثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>