للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وما ذاك؟ قالوا: تشم هذه البقلة -وقدامهم بقلة دقيقة القضبان، قليلة الأوراق، لاصقة بالأرض، تدعى التربة- فقال:

"هذه التربة التي لا تذكي١ نارًا، ولا تؤهل٢ دارًا، ولا تسر جارًا، عودها ضئيل، وفرعها كليل٣، وخيرها قليل، أقبح البقول مرعى، وأقصرها فرعًا، وأشدها قلعًا، فتعسًا لها وجدعًا٤، وبلدها شاسع٥، ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها قانع٦؛ فالقوا بي أخا بني عبس، أرده عنكم بتعس٧ ونكس، وأتركه من أمره في لبس".

فلما أصبحوا غدوا به معهم إلى النعمان؛ فذكروا حاجتهم، فاعترض الربيع، فرجز به ليبد رجزًا ما لبث معه النعمان أن تقزز منه، وأمره بالانصراف إلى أهله

"مجمع الأمثال ٢: ٣٣ وجمهرة الأمثال ٢: ١١٦، والأغاني ١٤: ٩١، أبناء نجباء الأبناء ص ١٧١، وأمالي السيد المرتضى ١: ١٣٥".


١ تذكي: تشعل.
٢ أي ولا تؤدم أهل دار من الإهالة "ككتابة" وهي كل ما يؤتدم به، ويقال ثريدة مأهولة: أي فيها إهالة.
٣ ضعيف.
٤ قطعًا.
٥ بعيد.
٦ أي سائل.
٧ التعس: الهلاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>