للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} ولقد وقفك على ذكر مبين وآية متلوة، قوله تعالى: {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدً ا} . وهل كان يسوغ له أن يحكم في دماء المسلمين، وفي المؤمنين، من ليس بمأمون عنده، ولا موثوق به في نفسه؟ هيهات هيهات، هو أعلم بفرض الله وسنة رسوله أن يبطن خلاف ما يظهر إلا للتقية٢، ولات حين تقية، مع وضوح الحق، وثبوت الجنان، وكثرة الأنصار، يمضي كالسيف المصلت٣ في أمر الله، مؤثرًا لطاعة ربه والتقوى، على آراء أهل الدنيا".


= أمرك عزلت من أحببت، وأقررت من أحببت، فقال له: والله لا أداهن في ديني، ولا أعطي الرياء في أمري، قال: فإن أبيت فانزع من شئت واترك معاوية فإن له جراءة وهو في أهل الشام مسموع منه، ولك حجة في إثباته فقد كان عمر ولاه الشام كلها، فقال له: لا والله لا استعمل معاوية يومين أبدًا. "وقد كان ابن عباس يرى إثبات معاوية حتى يبايع، وقال لعلي: فإن بايع لك فعليَّ أن أقلعه من منزله، فقال علي: لا والله لا أعطيه إلا السيف".
١ حاده: غاضبه وعاداه وخالفه.
٢ التقية: المحافظة على النفس أو العرض أو المال من شرِّ الأعداء إذا كانت العداوة بسبب الدين.
٣ المسلول.

<<  <  ج: ص:  >  >>