للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَلْبِ الميدان. (١)

قال الأستاذ: عبدالستار الشيخ في وصف طفولتها: (وتَرَعْرَعَتْ الطفلةُ في أحضان النبوة وظِلال الوحيِّ الذي يتنزَّل على أبيها - صلى الله عليه وسلم - غدوةً وعشيِّاً بآيات القرآن الحكيم، وتفتَّحَ قلبُها وعقلُها على معاني آياته الكريمة مشفوعاً بالهَدْي النبوي الرفيع الذي تعيشه غضَّاً طريِّاً في كلِّ ساعةٍ ومَوقفٍ وحادثَةٍ.

فكانت مَلَكَاتُها ومَدارِكُهَا تَشبُّ وتَنمُو بما يفوق جِسْمَها الضئيل، وسِنَّها الصغيرة؛ وهذا ما يُفسِّر لنا مواقِفَها الباهِرة، وجُرْأَتَها النادرة، ووعيها الوقَّاد، مما يشهدُ به كثيرٌ من أحداث الدعوة في مكة والمدينة، والذي ترجمَتْ به السيدةُ الزهراءُ ثمرات تلك النشأة الفريدة في سِنيِّ طفولتها المبارَكة). (٢)

وقد رأت فاطمة - رضي الله عنها - الزهد والإقلال من الدنيا في حياة والدها - صلى الله عليه وسلم - قبل الهجرة وبعدها، قال الأستاذ: عبدالستار الشيخ: (عاشت في كنف أبيها دهراً لم ترَهُ يَتبسَّط من الدنيا، وأموالُ خديجة بين يديه .... وفاطمة وعلي ـ لأنه عاش مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ـ رأيَا الزهدَ والتقشفَ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وكان يحبُّ الزهدَ لآل بيته، وقد قال: «اللهم اجعلْ رِزْقَ آلِ


(١) «بنات النبي - عليه الصلاة والسلام -» لعائشة بنت الشاطئ (ص ١٤١ ـ ١٤٢) بتصرف.
(٢) «فاطمة الزهراء» لعبدالستار الشيخ (ص ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>