يُضاف إلى ذلك ما جَرى على المدينة في التاريخ البعيد والقريب من السيول الجارفة، مع طول العهد وتباعد القرون، عُلِمَ مِن ذلك يقيناً أنَّ معالم القبور اندرست وامَّحت، ولايمكن تحديد شئ منها ومعرفة صاحبه.
ويُلحظ أنَّ البقيع الآن مرتفعٌ عن مستوى المسجد النبوي وما حوله ارتفاعاً ظاهراً، مع أنَّ أصل البقيع أرضٌ منخفضة، وسببه ـ واللَّه أعلم ـ توالي الدفن بعضه على بعض منذ فترات متباعدة، مع مايتضمنه الدفن من اللَّبِن وغيره، لذا ارتفعت المقبرة ـ والعلم عند اللَّهِ تعالى ـ.
ويُلحظ أيضاً عند من حدَّد القبور: أن قبور أمهات المؤمنين متجاورة، وكذا عمات النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذا قبور بنات الرسول - صلى الله عليه وسلم - عدا فاطمة، ثم قبر فاطمة وبعض بنيها، هذا التجمع أمر مستبعد لتفاوت سنوات وفاتهم، ولم يعرف عنهم حجز مكان قبورهم، فكيف اتفقت القبور متجاورة؟ !
والدليل على افتعال كثير من التعيينات أنَّ بعضَهم نسب بعض قبور