للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إرادة شرعية دينية تتضمن محبته ورضاه.

وإرادة كونية قدرية تتضمن خلقه وتقديره.

الأُولى: مثل هؤلاء الآيات.

والثانية: مثل قوله تعالى: { ... فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} ... (سورة الأنعام، آية ١٢٥) وقولِ نوح: { ... وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} (سورة هود، آية ٣٤)، وكثيرٌ من المُثْبِتَةِ والقدَرِيَّةِ يجعل الإرادة نوعاً واحداً، كما يجعلون الإرادة والمحبة شيئاً واحداً.

ثم القدرية ينفون إرادته لما بيَّن أنه مُرادٌ في آيات التقدير، وأولئك ينفون إرادته لما بين أنه مُرادٌ في آيات التشريع، فإنه عندَهم كل ما قيل: «إنه مراد»، فلا بد أن يكون كائناً.

واللَّهُ قد أخبر أنه يريد أن يتوبَ على المؤمنين، وأنْ يُطهِّرهُم، وفيهم مَنْ تاب، وفيهم مَنْ لم يتُبْ، وفيهم مَن تطهَّرَ، وفيهم مَنْ لم يتطهَّر؛ وإذا كانت الآية دالةٌ على وقوع ما أراده من التطهير وإذهاب الرجس؛ لم يلزم بمجرد الآية ثبوتُ ما ادَّعَاه.

ومما يُبَيِّنُ ذلك: أنَّ أزواجَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مذكورات في الآية، والكلام في الأمر بالتطهير بإيجابه، ووعد الثواب على فعله، والعقاب على تركه.

<<  <  ج: ص:  >  >>