فالخطاب كلُّه لأزواجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ومعهُنَّ الأمرُ والنهيُّ والوَعْدُ والوعيد.
لكن لما تبَيَّنَ ما في هذا من المنفعة التي تعمُّهُنَّ وتَعُمُّ غيرَهُنَّ مِن أهلِ البيت، جاء التطهير بهذا الخطاب وغيرِه، وليس مختصَّاً بأزواجه، بل هو متناوِلٌ لأهل البيت كلِّهِم، وعليٌّ وفاطمةُ والحسنُ والحسينُ أخصُّ مِنْ غيرِهِم بذلك؛ ولذلك خصَّهُمْ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالدعاء لهم.
وهذا كما أنَّ قولَه:{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ}(سورة التوبة، آية ١٠٨) نَزَلَتْ بسَبَبِ «مسجد قُبَاء»، لكِنَّ الحُكْمَ يتناوَلُه ويتنَاولُ ما هُوَ أحقُّ منهُ بذلك، وهو «مسجد المدينة».