للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا اعترفَ بذَنْبِهِ ثمَّ تابَ؛ تابَ اللَّه عليه».

وبالجملة، لفظ «الرِّجْس» أصلُه القَذَر، ويرادُ به الشرك، كقوله: ... {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} (سورة الحج، آية ٣٠).

ويُراد بهِ الخبائثَ المحرَّمَةِ كالمطعومات والمشروبات، كقوله: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا} (سورة الأنعام، آية ١٤٥)، وقوله: ... {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} (سورة المائدة، آية ٩٠)

وإذهابُ ذلك إذهَابٌ لكُلِّهِ، ونحنُ نعلَمُ أنَّ اللَّهَ أذهبَ عن أولئك السَّادَةِ الشِّرْكَ والخبائث، ولفظ «الرجس» عامٌ يقتضي أنَّ اللَّهَ يريد أنْ يُذهِبَ جميعَ الرِّجْسِ، فإنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - دعا بذلك.

وأما قولُه: «وطهِّرْهُم تطهِيراً»، فهو سؤالٌ مطلَق بما يُسمَّى طهارة، وبعضُ الناس يزعم أن هذا مطلق، فيكتفي فيه بفَرْدٍ من أفراد الطهارة، ويقول مثل ذلك في قوله: { ... فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ} (سورة الحشر، آية ٢)، ونحو ذلك.

والتَّحقِيقُ أنه أمْرٌ بمسمَّى الاعتبار الذي يقال عند الإطلاق، كما إذا قيل: أكرم هذا؛ أي: افعل معَه ما يُسمَّى عند الإطلاق إكراماً؛ وكذلك ما

<<  <  ج: ص:  >  >>