عن أبي سلمة (١) قال: «أصبح رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - اليوم الذي مات فيه أمثل ما كان مِن وجعه، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: أي رسول اللَّه، أصبحتَ اليوم صالحاً، واليوم يوم بنت خارجة، فأذِن له رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، فرجع إلى أهله، ووثب الموتُ على رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، فاجتمع الناس في المسجد .... وذكر حديثاً طويلاً، وفيه:
فرجع أبو بكر فجلس على المنبر، وبايعه الناس يوم الاثنين، ودخل عليٌّ والزبيرُ بيتَ فاطمة بنتِ رسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فجاء عمرُ فقال: اخرُجُوا للبيعة، واللَّهِ لَتَخْرُجُنَّ، أو لأحرِّقَنَّه عليكم، فخرج الزبيرُ صلتاً بالسيف، فاعتنقه زياد بن لبيد الأنصاري من بياضة فدَقَّ به، وبدر السيف من يده منه، فأخذه زياد قال: لا، ولكن اضرب به الحجَر.
قال محمد بن عمرو: فحدثني أبو عمرو بن حماس من الليثيين قال: أدركت ذلك الحجرَ الذي فيه ضرب السيف، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: دعوهم فسيأتي اللَّهُ بهم، فخرجوا بعد ذلك فبايعوه، قالوا: ما كان أحدٌّ أحقَّ بها، ولا أولى بها منكَ، ولكنا قد عَهِدنا من عمر يبتزنا أمرَنا، فبايعه الناسُ يوم الاثنين، حتى إذا أصبح الغَد، قال: أين ترون أنْ ندفنَه - صلى الله عليه وسلم -؟ ... ..... إلخ.
(١) هو ابن عبدالرحمن بن عوف القرشي، ثقة. ولد سنة ٢٢ هـ، وتوفي سنة (٩٤ هـ). سبقت ترجمته في الحديث رقم (٣٠).