ويبدو أنه حدَّث يسيراً بعد تغيُّره؛ لقول القطان: حدث عن ابن جعدة، وعكرمة، وقول العقيلي والساجي: في حديثه وهمٌ، وتغيَّرَ بأخَرَة.
وقال ابن حبان في «المجروحين»: (كان ممن اختلط في آخر عمره، فكان يحدِّثُ بالشئِ على التوهُّمِ، لايجوز الاحتجاج به إذا انفرد؛ وأما فيما وافق الثقات فإن احتجَّ بهِ محتجٌّ أرجو أن لايحرج في فعله ذلك).
وأنكرَ تغيَّره ابنُ معين، قال ابن الجنيد:(سألتُ يحيى بن معين عن هلال بن خباب، وقلتُ: إنَّ يحيى القطان يزعم أنه تغير قبل أن يموت، واختلط؟ فقال يحيى: لا، ما اختلط ولا تغيَّر. فقلتُ ليحيى: فثقة هو؟ قال: ثقةٌ، مأمون).
والراجح في اختلاطه قول الجماعة، وهو قول يحيى القطان حينما قابله ورآه قد تغير، والمثبِتُ مقدَّمٌ على النافي.
قال الذهبي في «الكاشف»: ثقة.
قال ابن حجر في «التقريب»: صدوق تغيَّر بأخرة.
والراجح أنه ثقة، لتوثيق الأكثرين، ومَن أنزله عنها؛ فلأجل ما ذُكر من تغيره بأَخَرَة، ولعله لم يحدِّث كثيراً بعد تغيره؛ لعدم ورود أحاديث كثيرة مستنكرة عليه، فلم يذكر ابنُ عدي إلا ثلاثة أحاديث قال: ولهلال بن خباب غير ما ذكرتُ، وأرجو أنه لابأس به. والعقيلي ذكر حديثاً واحداً وقال: يروى بإسناد أصلح من هذا.