للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أسبقُ صُحْبَة، كما كان أسبقَ إيماناً؛ وإن كانَ عليٌّ أسلمَ قبلَه، فلا رَيبَ أنَّ صُحبةَ أبي بكر للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كانَتْ أكملَ وأنفعَ لَهُ مِن صُحبَةِ عَلِيٍّ ونحوِهِ؛ فإنه شارَكَه في الدعوةِ، فأسلَمَ على يَديه أكابرُ أهلِ الشورى، كعثمانَ، وطلحةَ، والزبيرِ، وسعدِ، وعبدِالرحمن، وكان يدفعُ عنه مَن يُؤذيه، ويخرجُ معه إلى القبائلِ ويُعينُه في الدَّعوَة، وكان يشتَري المعذَّبين في اللَّهِ كبلالٍ، وعَمارٍ، وغيرِهما؛ فإنه اشتَرى سبعةً مِن المعذَّبِين في اللَّهِ، فكان أنفعَ الناسِ له في صُحبَتِهِ مُطلَقَاً.

ولا نزاعَ بينَ أهلِ العِلْمِ بحَالِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابِه أنَّ مصاحَبَةَ أبي بكر لَه كانت أكمَلُ مِن مُصَاحَبَةِ سائرِ الصحَابةِ مِن وُجُوهٍ ..... ).

* ... قال ابن القيم في «أحكام أهل الذمة» (٢/ ٩٠٥): (ولهذا قال غيرُ واحدٍ من التابعين، ومَن بعدَهم: أولُ مَن أسلمَ مِن الرجالِ أبو بكر، ومِن الصبيان عليٌّ، ومِن النساءِ خديجة، ومِن العبيدِ بِلالٌ، ومِن الموالي زيدٌ).

* ... قال ابنُ كثير في «البداية والنهاية» ـ ط. هجر ـ (٤/ ٦٧): ... (والجمعُ بين الأقوالِ كلِّها: أنَّ خديجةَ أوَّلُ مَن أسلَمَ مِن النساء ــ وظاهرُ السياقَات ــ وقَبْلَ الرِّجَالِ أيضَاً. (١)


(١) أخرج الدولابي عن قتادة والزهري: أنَّ خديجة أولُ مَن أسلمَ مِن النساء والرجال.
وقال الواقدي: أجمع أصحابنا أنَّ أولَ المسلمين استجابَ لرسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خديجة. وحكى الثعلبيُّ الإجماعَ عليه قال: وإنما الخلافُ فيمَنْ أسلمَ بعدَها. وقال النووي إنه الصوابُ عند المحقِّقِين، وقال المناوي: خديجةُ أولُ مَن أسلمَ مِن النسوان، بل هي أوَّلُ مَنْ أسلَمَ مُطلقاً.
انظر ما سَبَق في: «الفتوحات السبحانية» للمناوي (١/ ٣٧٤)، و «سبل الهدى والرشاد» للصالحي (٢/ ٣٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>