وذكر أن فاطمة بكت، وأبكت الناس حولها، وتقطعت قلوبهم وهم يرونها تفلت التراب من بين أناملها، ثم تحدق في يديها الفارغتين! ! ثم مضت وأتبعوها عيونهم الدامعة! ! سبحان الله! ما رضي المؤلف بالقصة المكذوبة حتى أضاف عليها من خيالاته: تفلت التراب، تحدق في يديها ... مضت وأتبعوها أبصارهم! ! كأن المؤلف ـ عفى الله عنه ـ يرى الحادثة رأي العين ويصفها لنا! ! إنَّ هذا يُعتبر من الكذب والافتراء على بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته. (ص ٣١١) بعض ما ذكره في وصف أخلاق الزهراء كلام إنشائي، لم يرد في المصادر. (ص ٣١٨) من دقة فهمها وحبها لأبيها: أنها بكت لما أخبرها بوفاته. قلت: ذكر ذلك في الحديث عن علمها وفقهها ودقة فهمهما، ولا علاقة بين بكائها هنا وعلمها وفقهها ودقة فهمهما. (ص ٣٢٨) ذكر خصائصها ـ وغالبه ليس من خصائصها ـ فقد ذكر أنه سمَّاها فاطمة تفاؤلاً بزواجها وولادتها، ومن خصائها أنها ابنة سيد المرسلين، قلت: وتشاركها أخواتها وإخوانها ـ، وذكر خصوصية الزواج عليها، قلت: وهذا وإن ورد فيها فيشمل أخواتها لاتفاق العلة: يؤذيه ما يؤذي بناته ـ، وذكر من خصائها أنها تكنى بأم أبيها، وأنها أحب أولاده، وأنها تلقب بالزهراء! ! وهذه كلها ليس من خصائصها بل لم يرد شئ مرفوع أو موقوف أو من كلام التابعين وتابعيهم بإحسان عن كنيتها: أم أبيها، ولقبِها: الزهراء. وذكر حديثاً من خصائصها: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول يوم القيامة: «يارب أمتي أمتي، لا أسألك اليوم نفسي، ولا فاطمة ابنتي». وهذا حديث لم أجد له إسناداً. ذكره ابن الجوزي في «تحفة المشتاق» ـ لا أعلمه مطبوعاً ـ وعنه: القرطبي في «التذكرة بأحوال