له هذا الكتاب، ولم يُراجعْ بعده، وإنْ لم يكُنْ، فالكتابُ ليس فيه تخريجٌ علميٌّ، ولا توثيقٌ علْمِي، ولا معرفةٌ بالمصادر، ولا دِرَاسةُ أسانيد، ولا عِنايةٌ بمنهج المحدِّثين، وفيه اعتمادٌ كَبيرٌ على الكلام الإنشائي الوجداني، والنقدِ العقلي.
حقيقةً: لئن وجدتُ أسلوباً بيانياً جميلاً في كتاب العقاد خاصة، وبنت الشاطئ، فإن كتاب الدعيس لم أجد فيه شيئاً، وليس فيه تحريرٌ لمسألة واحدة، ولم أجد كلاماً جيداً عدَا ثلاث صفحات (ص ١٢٦ ـ ١٢٩) كلام إنشائي تأملي جيد في مسألة ما يقال بين فاطمة وعمر - رضي الله عنهما -، وكذا ... (ص ١١ ـ ١٢) أحسن في بيان حب الطوائف لفاطمة، والرد على الرافضة في سبهم الصحابة.
هذا، وقد ظهَرَ من كتابِه هذا، ومن لقاءٍ به عارض مرةً واحدة، أنَّ له وجهةَ نَظَر شخصِيةً غريبة في عدم تضعيف الأحاديث، وفاجأني بأنه لم يعجبه تأليف جيد شهير؛ لأنه يُضعِّف الأحاديث! ! وللدعيِّس مؤلَّفٌ في موضوع ذلك الكتاب، رجعتُ إليه فرأيتُ العجب العجاب ضعفاً بالغاً!
وحديثُ النبي - صلى الله عليه وسلم - دِينٌ ووَحْيٌ من اللهِ - جل وعلا -.
فالدعيِّس عنده مشكلة وعقدة من التخريج، ودراسة الأسانيد، ونقد المتون، وتمحيص الروايات، ومنهج المحدثين ...
وهو يردد هنا:«منهج المحدثين ومنهج المؤرِّخين» دون أن يفهمَ الفرق بينهما، ومتى يُستخدم أحدُ المنهجين، والضوابطُ العلمية في ذلك، فَمِن