(المناقب)، ورواه ابن ماجه (١٥٤) أيضاً في المقدمة، باب (فضائل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)، ورواه أحمد في مسنده (٣/ ٢٨١).
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:(من يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت).
وروي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال يوم موت زيد:
(اليوم مات عالم المدينة).
وحَذَا التابعون رضي الله عنهم حذو الصحابة في إكبار هذا العلم، والإقبال عليه، وتعلمه وتعليمه، واشتهر من بينهم الفقهاء السبعة المعروفون رحمهم الله تعالى، وهم: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وخارجة بن زيد، وأبو بكر بن حارث بن هشام، وسليمان بن يسار، وعبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود.
ومن بعد هؤلاء كثير من علماء أتباع التابعين ومن بعدهم. فرحم الله الجميع وأسكنهم فسيح جنّاته، ووفقنا للسير على نهجهم، والأخذ بهديهم.
[حكمة تشريع الميراث:]
إن لتشريع الميراث، وتوزيع تركة الميت بين ورثته حكماً واضحة جلية، نذكر منها:
أإرضاء فطرة الإنسان، فلقد فطر الإنسان، وخلق فيه حب الولد الذي يرى فيه زينة حياته، وامتداد عمره، ومظهر بقائه، فلذلك تراه يكدّ ويتعب من أجل ولده، وبهذا الجدّ والعمل تنتعش الحياة، ويكثر فيها الخير، ولو حرم الدين الميراث لزوت رغبة العمل في كيان الإنسان، وضاقت نفسه، وأظلمت حياته، ورأى أن جهده ضائع، وثمرة عمله سوف تذهب - ربما - إلى مَن لا يحب. وفي هذا ما يناقض فطرته التي فطرة الله عليه، ويذهب بسعادته.
قال تعالى {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}