الشيخ الأستاذ العارف كان مشهوراً معتقداً له معرفة تامة في الفنون والعلوم الغريبة كالزابرجا والحرف والأوفاق والرياضات وغيرها مع الصلاح والتقوى والديانة ولد بالجزيرة سنة ست وسبعين وألف ونشأ بها وحفظ القرآن العظيم وقرأ شيئاً من العلوم ثم سافر قاصداً نحو القدس الشريف فاجتمع برجل من الأولياء يقال له الشيخ محمد زمان السندي فانقطع إليه ولازم خدمته وظهر له منه كرامات عديدة وحج هو واياه ولقنه طريق السادة النقشبندية وأمره أن يرجع إلى بلده ويختلي خمس سنوات ثم بعد انتهاء الخلوة رجع حاجاً بأمر شيخه المذكور واجتمع به وأمره أن يسكن دمشق فبعد رجوعه إليها أرسل إلى أهله واستقام في دمشق في دار بمحلة العقيبة ينفع الناس بافادة ما منحه الله به من المعارف والعلوم وكانت له مناقب كثيرة وأشياء عجيبة في ذلك وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً ويختلي في رمضان في مكان يختم القرآن مرة بالليل ومرة بالنهار إلى ليلة العيد ويخرج لصلاة العيد والجمعة ولم يتزوج قط وقصد الحج هو وأهله وعند رجوعه توفي بين الحرمين في أوائل محرم سنة احدى وأربعين ومائة وألف في منزلة الجديدة ودفن بها رحمه الله تعالى.
[محمود العبدلاني]
ابن عباس الشافعي العبدلاني الكردي نزيل دمشق الشيخ العالم العلامة المحقق المدقق الفاضل ولد في عبدلان ونشأ بها في كنف والده وكان هو ووالده ووالدته في خدمة الأستاذ العالم الصالح الشيخ إسمعيل العبدلاني الكردي جد الشيخ عبد القادر الكردي المقدم ذكره في محله ووالده من أتباع المذكور وخدمته وكان لا يعلم العلم فنشأ المترجم والأستاذ يلمحه بنظره واشتغل المترجم بعد وفاة الشيخ في القراءة والافادة فحصل على ما حصل وظهرت فضيلته ودرس في عبدلان وصار مفتياً في كوي صنجق وخرج منها إلى حلب واستقام شهرين ثم قدم دمشق ومنها ارتحل إلى الحج وعاد سكنها إلى أن مات وكانت وفاته في سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف ودفن بسفح قاسيون قرب الجوعية رحمه الله تعالى.
[محمود المعروف بالسالمي]
الشيخ العابد الزاهد كان صالحاً فاضلاً اجتمع به الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وكانت وفاته في رمضان سنة اثنين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[محب الله بن زين العابدين]
ابن زكريا بن شيخ الاسلام البدر الغزي العامري الدمشقي الشافعي الشيخ العالم الفاضل العابد الناسك الأديب الأوحد كان منقطعاً عن الناس وأحب ما يكون إليه العزلة يلقى