وبحسن منظره وطيب نسيمه ... وأنيق مبسمه ووشي بروده
فصل إذا افتخر الزمان فإنه ... إنسان مقلته وبيت قصيده
يعني المزاج عن العلاج نسيمه ... باللطف عند هبوبه وركوده
يا حبذا أزهاره وثماره ... ونبات ناجمه وحبّ حصيده
وتجاوب الأطيار في أشجاره ... كبنات معبد في مواجب عوده
والغصن قد كسى الغلائل بعدما ... أخذت يدا كانون في تجريده
نال الصبا بعد المشيب وقد جرى ... ماء الشبيبة في منابت عوده
والورد في أعلى الغصون كأنه ... ملك تحف به سراة جنوده
وكأنما الأقاح سمط لآلئ ... هو للقضيب قلادة في جيده
والياسمين كعاشق قد شفه ... جور الحبيب بهجره وصدوده
وانظر لنرجسه الجنيّ كأنه ... طرف تنبه بعد طول هجوده
واعجب لآذربونه وبهاره ... كالتبر يزهو باختلاف نقوده
وانظر إلى المنثور في منظومه ... متنوّعاً بفصوله وعقوده
أوما ترى الغيم الرقيق وقد بدا ... للعين من أشكاله وطروده
والسحب تعقد في السماء مآتما ... والأرض في عرس الزمان وعيده
ندبت فشق لها الشقيق جيوبه ... وأزرق سوسنها للطم خدوده
وله وقد أنشدهما في الحجر والحطيم
هديت إلى الصراط المستقيم ... فجئت لحجة البيت العظيم
وعند الحجر قال الحجر أبشر ... فقد حطمت ذنوبك بالحطيم
وله غير ذلك من الأشعار الرائقة والمكاتبات الفائقة وكان له الباع الطويل في اللغة والحديث وكان فرداً من أفراد العالم فضلاً وذكاءً ونبلاً وله حافظة قوية وفضله أشهر من أن يذكر وكانت وفاته بالمدينة المنورة سنة سبعين ومائة وألف بتقديم السين ودفن عند قبر السيدة حليمة رضي الله عنها ورحمه الله وإيانا.
[محمد]
ابن محمد بدر الدين ابن جماعة الكناني القدسي رئيس الخطباء بالمسجد الأقصى والامام بالصخرة المشرفة كان من أعيان القدس فاضلاً عالماً صوفياً حاجاً لبيت الله الحرام وتوفي بأراضي الحجاز بعد الحج وأولاده ثلاثة الشيخ إسحق والشيخ عماد الدين والشيخ بدر الدين ولم أتحقق وفاته رحمه الله تعالى.
محمد الخليلي