للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدم راقياً أوج العلاء مؤيداً ... وعزمك للأعداء كالسيف قاطع

مدا الدهر ما أبدى المشوق إلى اللقا ... أنيناً وما أبدى التواضع خاشع

وما صاغ يحيى في البديع قوافيا ... تفوق الدراري أو ترنم ساجع

وكانت وفاته ليلة السبت سادس عشري ذي الحجة سنة تسع وخمسين ومائة وألف ودفن بمرج الدحداح خارج باب الفراديس رحمه الله تعالى.

[يحيى بن بعث]

ابن تقي الدين بن يحيى الشهير بابن بعث نسبة لخال والده الدمشقي الفاضل الفلكي الكامل الصالح التقي كان عمله صنعة التجليد للكتب والحبر الجيد من أرباب الظرف واللباقة ولم يزل على حالته إلى أن مات وكانت وفاته في يوم الثلاثاء خامس ذي القعدة سنة سبع ومائة وألف رحمه الله تعالى.

[يحيى الجليلي]

ابن مصطفى الموصلي الشهير بالجليلي الشيخ الأديب الفاضل الشاعر ترجمه محمد أمين الموصلي فقال أحد رجال هذا البيت كان مولعاً باكتساب الفضائل واقتناء الكتب والأدب لم يشتغل بزخارف الدنيا مع اقبالها عليه بل كان شعاره الفحص عن المسائل وكشف قناعها بالدلائل مكباً على تحصيل العلوم حتى قضى نحبه ولقى ربه وكان قد أخذ العلم عن شيخنا الأجل موسى الحدادي وتأدب بأخلاقه فكان لا تمر به ساعة وهو خال من مطالعة أو مناظرة أو مباحثة أو مناقشة وله ميل كلي إلى الأدب والأدباء ولد في سنة خمس وعشرين ومائة وألف ودخل حلب سنة اثنتين وسبعين مع أولاد عمه ثم رجع منها لبلده الموصل ولشيخنا المذكور فيه مدائح عجيبة فمن ذلك قوله من قصيدة بديعة مطلعها قوله

رمى فأصمى فصاد القلب بالغنج ... ظبي يصول بطرف فاتك دعج

وذو محيا إذا لاحت محاسنه ... أغنى بطلعته الغرّا عن السرج

وحمرة الخدّ مذ قامت بوجنته ... هام الكليم بها حلف الغرام شجي

سرى فضل بليل الشعر معتسفاً ... لكن ثناياه أهدته إلى النهج

معقرب الصدغ معسول اللمى عنج ... مسكيّ ثغر بصرف الراح ممتزج

ومنها

راح إذا زوّجوها بابن غادية ... راحت برائحة من أطيب الأرج

إن شئت خذها من الأقداح صافية ... أو شئت خذها من الأحداق وابتهج

<<  <  ج: ص:  >  >>