فيا حبذا ذات تجلت بجلق ... كطلعة بدر القدس وهو تمام
فثغر دمشق ضامتك بوجودكم ... وتأمينها بالعدل منك يرام
فعدلك حظ في دمشق كساهر ... وأعين أهل البغي منك نيام
وعيدك مسبوق بعفوك أوجزا ... ووعدك حتماً بالوفاء دوام
فلا زال فيك المجد بالفضل خادما ... فمنك رسوم المكرمات تقام
ولا زلت محبوباً إلى السعد دائماً ... ولا زال فيكم للسمو غرام
فكم فاز بالأسعاف منك ذوو التقى ... وكم كمدت بالقهر منك لئام
وكم نال ذو حق بفتواك حقه ... وكم نالت النعماء منك كرام
لكم راحة تعطى بخير مؤمل ... تسح نوالاً أنها لغمام
نداها حياة الواردين بسرعة ... وأقلامها للطاعنين سهام
فذلك شيخي وافداً لربابكم ... وبابك للقصاد فيه زحام
ومن كان محسوباً عليكم فإنه ... ليرجوك تفريجاً وأنت مرام
بقيت بقاء الدهر في ذروة العلى ... فأنت إلى كل الكرام ختام
[حمزة بن بيرم الكردي]
حمزة بن بيرم الكردي نزيل دمشق الشافعي الاستاذ الصوفي الامام العالم العلامة العابد الناسك القدوة المسلك أحد مشاهير الصوفية بدمشق ولد كما قرأته بخط تلميذه الفرضي السيد سعدي الحسيني ابن حمزة في سنة ثمان وثلاثين بعد الألف وقدم إلى دمشق واستطونها وتولى بها المدرسة الفارسية ودرس بها في الفتوحات المكية وغيرها ولزمه جماعة وأجاز لهم الحديث وكان في ابتدائه رحل إلى دار الخلافة بالروم وكان بدمشق في أول أمره إذا ركب الجواد وأراد الذهاب إلى مكان تحيط به الأتباع والخدام ثم أخراً ترك ذلك وهو جد والدي رحمه الله تعالى لأمه لكون جدي والد والدي المذكور العلامة المربي الصوفي الشيخ السيد محمد المرادي اتصل بابنته وجاءه منها والدي وغيره وكأنت وفاته بدمشق في يوم الخميس العشرون من محرم افتتاح سنة عشرين ومائة وألف ودفن بتربة الباب الصغير بالقرب من سيدي بلال الحبشي رضي الله عنه وتولى بعده المدرسة الفارسية جدي السيد الشريف محمد المذكور آنفاً رحمهما الله تعالى.
[حمزة الدومي]
حمزة بن يوسف بن محمود الحنبلي الدومي الأصل ثم الدمشقي الشيخ العالم