رجال سادة كالبحر يبدوا ... لأهل الأرض أمواج الرشاد
تجلى الله فيهم بالمعاني ... وفي العلم المقدس بالسداد
وشمس الذات قد طلعت عليهم ... فنالوا باللقا أعلى المراد
الا يا سادة نالوا مقاماً ... من الرحمن مرفوع الأيادي
فأنتم للأنام بدور هدى ... كنجم في الدجى للقوم هادي
وغوث للورى أنتم ومنكم ... تملت تابعيكم والنوادي
ونور المصطفى فيكم تلالا ... كشمس الأفق تظهر للعباد
ونسبتكم إليه بلا خفاء ... وفي التحقيق فيه بغير ذاد
سلكتم بالتقى ديناً قويماً ... ومنكم تم لي فيه انقيادي
ولم أنس العهود كما سلكنا ... وعزمي في وفاكم كالجواد
واني منكم صب وليد ... ولي منكم بكم حبل امتداد
وعن ثدي المراضع من سواكم ... تمنع خاطري وكذا فؤادي
وعنكم قد رويت العلم حقاً ... واذكار الطريق بلا تمادي
ولي بالعهد ملتزم وثيق ... واني لم أزل للفضل صادي
بقدر الوسع قلت بكم مديحاً ... واني لا لقدركم أبادي
جزاكم كل خير يا موالي ... الهي بالجنان بلا نفاد
وأولاكم رضى وكذا سروراً ... ومن فيكم تمسك بازدياد
على طه السلام بكل وقت ... مدى ما صاح في الركبان حادي
كذاك الآل والأصحاب جمعاً ... وكل الأولياء على السداد
مدى ما قلت في الأسياد لطماً ... وأعلنت الثناء على المراد
وشعره كثير وكأنت وفاته في ليلة الخميس بين العشائين سابع جمادي الأولى سنة خمس وسبعين ومائة وألف ودفن بزأويته بميدان الحصا رحمه الله تعالى.
[حسين الجزايري]
حسين بن عبد الله المعروف بالجزايري الرومي الكاتب الشهير بحسن الخطوط واتقانها كان في الأصل رقيقاً للدرويش على الكاتب القسطنطيني وأخذ الخط بأنواعه عن سيده المذكور وأتقن الكتابة ثم فر هارباً من قسطنطينية من عند سيده إلى جرائر الغرب وكان اسمه دلأور فسمى نفسه حسيناً ثم قدم مصر القاهرة وأقام بها إلى أن مات واشتهرت خطوطه بين الناس وأخذ عنه الخط