الشمس واتدلت الحواس الخمس فهناك أنشدك باللسان مع موافقة الجوارح والجنان
لم لا أتيه في العلا ... على جميع السلف
والسيد الشريف قد ... شرفني في الشرف
وكانت وفاة المترجم في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى ورثاه الأديب الشيخ سعيد السمان بقصيدة مطلعها
مصاب لقد عم الأنام عظيم ... وخطب على مر الزمان يدوم
ورزء تكل اللسن عن شرح وصفه ... وفي القلب منه مقعد ومقيم
الا لا رعى الله الفراق ويومه ... لقد عاد صبري منه وهو هزيم
وتباً لدهر لا تزال صروفه ... لتكدير أوقات السرور تروم
أرتنا بوقع الحادثات عجائباً ... يشيب لهن الطفل وهو فطيم
فحاذر ولا تغتر يوماً بصفوه ... فما هو الا للأنام هموم
فكيف وقد حلت أكف صروفه ... من المجد وسط العقد وهو نظيم
همام حوى الأفضال والحلم والتقى ... لسؤدده بدر الفخار خديم
هو الجهبذ النقاد والصدر كهفنا ... وحيد السجايا والخلال كريم
فيا حر قلبي كيف يلتذ بعده ... وأطلب عيشاً ناعماً وأسوم
ويا لهف نفسي كيف أصبح في الثرى ... وقد كان شمساً والكرام نجوم
[عبد الباقي الحنفي]
عبد الباقي بن علي الحنفي الوارنوي نزيل قسطنطينية الفاضل الأديب الفقيه البارع أحد المشاهير من الأفاضل قدم قسطنطينية وصار خادماً في تربة السلطان أبي الفتح محمد خان وأحد كتبة الأسئلة في باب شيخ الاسلام ودخل طريق المدرسين ولازم على عادتهم في سنة احدى وخمسين ومائة وألف وتنقل بمراتب التدريس حتى وصل إلى الثمان ومنها خرج بقضاء أزمير وقربه وأحبه مفتي الدولة المولي ولي الدين وجعله شيخاً ومعلماً لولده المولى محمد أمين وكان مع فضله ينظم الشعر العربي ورأيت له تخميساً على قصيدة بانت سعاد وله غيره من الآثار وكانت وفاته في ثاني عشر صفر سنة سبع وثمانين ومائة وألف والوارنوي نسبة إلى وارنة بلدة في روم ايلي معروفة.
[عبد الجليل المواهبي]
عبد الجليل بن أبي المواهب بن عبد الباقي الحنبلي الدمشقي الشيخ العالم المحقق المدقق الفهامة الامام الفاضل ولد بدمشق في سادس شعبان سنة تسع وسبعين