وللمترجم
كلما رمت خلاصاً من هوى ... ظبي أنس حبة القلب ملك
قال لي حسن حواه كم له ... من شج مثلك ملقى في الفلك
وقوله
قلت إذ جاء صاحبي ... يشتكي حرقة النوى
كيف شكواك إننا ... كلنا في الهوى سوا
وهذا المصراع قد أكثر الناس من تضمينه وأشهر تضامينه قول بعضهم
قل لمن جاء يشتكي ... باهتمام من الهوى
لأتفه بالذي جرى ... كلنا في الهوى سوا
قال الأمين وأنشدته يوماً قولي معمياً باسم موفق
من ولاة الجمال سلطان حسن ... حكمته القلوب فازداد عجبه
حد للقلب مذ سما حد سر ... نازل في حشاه ما راق حبه
قال فحله وحلاه فقلت أخاطبه
مولاي يا حلال كل مشكل ... بفمه ورأيه السديد
أفديك مذ حليت ما عميته ... حليت قلبي وفمي وجيدي
فقال هذا يشبه قول العفيف
قد قلت لما أدار شداً ... بخصره يا مهفهف القد
حليت قلبي وعقد صبري ... وعاطل الخصر منك بالشد
وطالما جال في خلدي من أي نوع هذا من أنواع البديع فقلت له قد ذكر البدر الدماميني في حاشيته على شرح لامية العجم إنه نوع من الاستخدام وأنشد منه قول ابن نباتة
رشفتها في مكان خلوتها ... وجيد الحسن ثم قد جمعا
حلت مذاقاً ومشرباً وفماً ... والجيد والشعر والصفات معا
وفيه استعمال كلمة واحدة على ستة معان وقدم إن مثل هذا لم ينصوا عليه في الاستخدام انتهى وكتب إليه الأمين المذكور يستدعيه إلى منتزه بالشرف الأعلى بدمشق في يوم شرف الشمس سيدي النفس خضراً والربيع أخضر وأنا شريف وأنت شريف فما علينا أن نهجر المألف والمربع ويجمع بين هذه الفصول الأربع في زمن تعتدل فيه الطباع وتقف عليه الخواطر والأسماع فانهض لنكون ألفين ولك الأعلى من الشرفين في يوم حل به شرف