ابن علي بن مسلم بن محمد العمري المعروف بابن عبد الهادي الشافعي الدمشقي الشيخ العابد الزاهد الواصل المربي الصالح الصوفي القادري الخلاصة المعتقد كان من المشايخ المعتقدين سالكاً مناهج السادة الصوفية ولد قبل المائة بقليل تقريباً وحفظ القرآن وهو دون البلوغ واجتهد في تلاوته وداوم على العبادة والاذكار مدة أوقاته لا يشغله عن ذلك شيء وكان سخياً يقري الضيف مع شدة فقره واعتقده في زمانه عامة الناس ومن خصائصه كما أخبرت أنه ما وضع يده على مريض إلا وعوفي بإذن الله تعالى وكان تهابه الأكابر والأصاغر ولا يخشى في الله لومة لائم ومن مناقبه إن امرأة من النصارى لما رأت جنازته حين موته أقرت بالشهادة وأخبرت أيضاً أنه حين دفنه قال رجل للحفار إلق عند تنزيله في القبر فقال الشيخ توكلت على الله وله مناقب كثيرة وكان مسكنه في محلة باب توما مقتصراً على حاله وكانت وفاته ليلة الأحد الرابع والعشرين من صفر سنة ثلاث وستين ومائة وألف ودفن بتربتهم في مرج الدحداح مع الشيخ أرسلان رضي الله عنهما.
[محمد مفتي حلب]
ابن علي المشهور بجلبي المفتي الحنفي الأنطاكي نزيل حلب العالم الفاضل العفيف الصالح المتعبد النظيف الزاهد ولد بأنطاكية ونشأ بها وكان والده مفتياً بها فمات وتولى الافتاء بعده بها ثم عزل من الافتاء وهاجر إلى حلب وصاهر بني الكواكبي وتزوج وحج مراراً وجاور بيت الله الحرام وأخذ عن علماء الحرمين وله خيرات في بلده منها عمارة الجامع الذي لم يسبق إليه بمثيل في الشكل والزينة وكله من كسبه الحلال وكانت وفاته بحلب في سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[محمد العمري الموصلي]
ابن علي العمري الموصلي الحنفي ترجمه قريبه محمد أمين العمري فقال أحد الأعيان والأكابر والسادات الأماجد همته فوق النجوم كان في الفضل والرياسة والتقدم والسياسة بمكان عال نشأ في أيام اقبال الدنيا عليهم فربى بالدلال والنعمة وهابته الأبصار لما له من حشمة وكان له مهارة ورياسة في تدبير الأمور ورأى حاذق في الأشياء تولى قضاء الموصل في أيام أبيه وله من الخدم والأتباع والحشم والجند العظيم وإحسانه إلى العلماء والأفاضل مشهور لا ينكر ومعروف لا يحتاج أن يذكر ومدحه الشعراء بالقصائد لبديعة فممن مدحه الشيخ قاسم الرامي الأديب بقوله
في ورد خديك وآس العذار ... قد طاب لي حب خلع العذار
وكان لي قلب وقد ضاع إذ ... ضاع شذا خالك في الجلنار