والنيل تفرح الناس به لكونه يأتي من تحت الأقدام ونقل عنه أنه كان يقول ينبغي لكل منتسب إلى شيخ من مشايخ الطريقة وأعلام الحقيقة أن يعرف من اذكار شيخه وأوراده وأحزابه أو ما تسير أو قدر عليه ليكون داخلاً معه بقدر ما عرفه منه وأخذ عنه فإن الذي ينتسب إلى مذهب الشافعي مثلاً ولا يعرف ما تعبد به من مذهب الشافعي ليس له في تلك النسبة إلا اسمها فقط وكأنت وفاة المترجم كما نقلته من خط تلميذه المقدم ذكره ليلة الخميس وقت العشاء الأخيرة لسبعة عشر خلت من شهر ربيع الثاني سنة سبع وأربعين ومائة وألف بمدينة اسكندرية ودفن بها بجوار سيدي أحمد أبي العباس المرسي وجوار سيدي ياقوت العرشي وكان يوماً مشهوداً وكراماته كثيرة لا تحصى قدس الله سره العزيز ورحمه رحمة واسعة وأموات المسلمين
[أحمد الحرستي]
أحمد بن أحمد بن محمد بن مصطفى الحنفي الحرستي ثم الدمشقي الشيخ العالم الفقيه الفرضي الحيسوب الفاضل كان أحد الافاضل والفقهاء المفوه بهم والبارعين في علم الفرائض والحساب ولد سنة أربعين وألف وقرأ على المشايخ وعلماء عصره كالعلامة العرضي الشيخ كمال الدين ابن يحيى الدمشقي واشتغل عليه في علم الفرائض والحساب وقراءة كتبها كالترتيب والياسمينية ومرشدة الطلاب ولازمه مدة تزيد على خمس عشرة سنة وأجازه في سنة سبعين وألف ولازم الشيخ إسماعيل الحائك المفتي وقرأ عليه وتزوج بابنته وصار عنده كاتب الفتوى وعند الولي علي العمادي المفتي أيضاً ورأيت له رسالتين في الفرائض والحساب سمى الأولى الكواكب المضية في فرائض الحنفية والثانية المنح السنية في فرائض الحنفية وبالجملة فقد كان عالماً فرضياً وكأنت وفاته في سنة خمس عشرة ومائة وألف ودفن بالروضة في تربة باب الصغير وولده الشيخ أحمد كان من الافاضل والفقهاء الصالحين وجيهاً مقبولاً استقام على أسئلة الفتوى مدة عمره عند بني العمادي وخلف أولاداً ذكوراً وأنجبهم الشيخ أسعد وستأتي ترجمته وكأنت وفاته في يوم الجمعة ثاني وعشرين ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة وألف ودفن بباب الصغير أيضاً رحمه الله تعالى
[أحمد مغلباي]
أحمد بن أبي الغيث الشهير بمغلباي الحنفي المدني خطيب المدينة المنورة وابن خطيبها الشيخ الفاضل العامل الكامل ولد بالمدينة المنورة سنة سبعين وألف ونشأ بها وأخذ عن أفاضلها وأم بالمسجد الشريف النبوي وخطب به ودرس