عبد الكريم بن أحمد بن علوان بن عبد الله المعروف بالشراباتي الشافعي الحلبي الشيخ الامام الفاضل المحدث الشهير علامة حلب الشهبا وشيخ الحديث بها العلامة المفيد ذو الهيبة والوقار كان عالماً محافظاً على السنة الغراء محباً لأهل الطريق والدراويش والعلماء لا سيما لمن يقدم لتلك الديار أخلاقه حسنة وأوصافه مستحسنة ولد بحلب في سنة ست ومائة وألف وقرأ على والده وانتفع به وحضر دروسه الحديثية والتفسيرية والفقه والعقائد والأصول والآلات ثم قرأ على جمع كثير منهم الشيخ مصطفى الحلبي والشيخ أسد ابن حسين وإبراهيم بن محمد البخشي وإبراهيم بن حيدر الكردي وسليمان بن خالد النحوي ومحمد بن محمد الدمياطي البدري وابن الميت الشعيفي الحلبي والعالم الشيخ زين الدين أمين الافتاء والمحقق المولى أبو السعود الكواكبي والعلامة الشيخ يسن ابن السيد مصطفى طه زاده وغيرهم وقدم دمشق أولاً في سنة احدى وعشرين ومائة وألف وأخذ عن جماعة منهم الشيخ أبو المواهب الحنبلي والأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي والشيخ عبد القادر التغلبي والمنلا الياس الكردي نزيلها والشيخ أحمد الغزي والشيخ عبد الرحمن المجلد والشيخ محمد بن علي الكاملي الدمشقي وأجازه بفتح المتعال في النعال للشيخ أبي العباس المقري المغربي نزيل القاهرة عن المولى الفاضل أحمد الشاهيني الدمشقي وهو عن المقري المؤلف وتوجه إلى الحج في سنة ثلاث وعشرين وأخذ بالحرمين عن أجلائها منهم المحدث الكبير الشيخ أحمد النخلي والمتقن الرحلة الشيخ عبد الله البصري والشيخ أبو الطاهر بن العلامة الرباني الشيخ إبراهيم الكوراني والولي المشهور السيد جعفر وغيرهم ثم رجع إلى حلب وهو مكب على القراءة والاقراء مع قيامه بخدمة والده إلى أن توفي والده وذلك في سنة ست وثلاثين وبعد أحد عشر يوماً كف بصره فحمد الله وأثنى عليه واسترجع عند المصيبتين ولم يمنعه فقد بصره من الاشتغال بالعلم والحديث بل ازداد حرصاً واشتغالاً ثم في سنة ثلاث وأربعين حج ثانياً وأخذ عن المحدث الشيخ محمد حياه السندي والعلامة الشيخ محمد دقاق وغيرهما ثم رجع إلى بلده ودأب في الأخذ عن العلماء والأفاضل الواردين إلى حلب ولما ورد الشيخ محمد عقيلة المكي والسيد الأستاذ الشيخ مصطفى الصديقي الدمشقي وأخذ عنهما وبايعهما وقبل الحجة الثانية دخل بلاد الروم واجتمع بعلمائها وحصل عنه وصار له اقبال وله تعليقة على الشفاء الشريف وتعليقة على كنوز