وله وهو في بيت ابن حمزة
قالوا شذا العود أحيى القلب عاطره ... وعطر الكون ريا مجمر العود
فقلت هذا شدا طيب النوال سرى ... في العود اذ وضعته راحة الجود
وقال الاستاذ عبد الغني النابلسي
شاع في الناس ان للعود عرفا ... ظاهرا تفهم الأحبة رمزه
صدقوا في الذي يقولون لكن ... هو عود من كف أولاد حمزه
وله غير ذلك وكان نظم أبياتاً مضمناً البيت الأخير منها فقال
أيا ربة الخال التي من دلالها ... تدار علينا قرقف وشمول
ويا بهجت الأنوار يا من بعادها ... له في جراحات الفؤاد نصول
ويا بانة في روض حسن ترنحت ... ويا من بألحاظ الغزال تصول
تلاهيت عنا واشتغلت بغيرنا ... وليس لنا منك الحياة بديل
فيا دعدان أغراك واش بمينه ... وصدك عنا عاشق ورسول
زنى القوم حتى تعلمي عند وزنهم ... إذا رفع الميزان كيف أميل
فلما وقف عليها بعض نبهاء عصره كتب تحتها هذا البيت وهو
وزنتك يا خلي فملت فأيقنت ... بأنك يا روح الغرام ثقيل
فحين بلغه الخبر عز به المصطبر ولم يلبث سوى أيام قلائل ومات وكأنت وفاته في أوساط ربيع سنة خمس وعشرين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح وبنو العبادي فيما يزعمون ينسبون إلى سعد بن عبادة سيد الخزرج الصحأبي الجليل رضي الله عنه فعليه يكون العباد بضم العين والعامة تكسرها وهو غلط مشهور والآن لم يبق منهم سوى الأسباط والله أعلم.
[أسعد الطويل]
أسعد بن محمد بن علي بن محمد بن محمود المعروف بابن الطويل الشافعي الدمشقي لشيخ لعالم البارع الفاضل الأديب كان من ادباء دمشق النبهاء الظرفاء مع خلق حسن ورقة وطلاقة محيا وتوقد ذكاء ولد بدمشق في سنة اثنين وثمانين وألف وبها نشأ واشتغل بطلب العلم على جماعة من علماء عصره كالشيخ عثمان الشمعة قرأ عليه جانباً كبيراً من شرح الكافية للجامي وحصة وافرة من شرح التلخيص المختصر وغير ذلك ولازم درس الاستاذ لشيخ عبد الغني النابلسي وأخذ عنه وكان الاستاذ يميل إليه وحصل فضلاً وأدباً واشتهر بالشعر والأدب وكان رفيقاً للشيخ