يا ليلة سمحت حواشي بردها ... واحلولكت بظلام هجر مسبل
لما اكفهرت أقمرت بجبين من ... رغمت بزورتها انوف العذل
فطفقت أفرش في ممر نعالها ... أهداب أجفان بدمع مهطل
بتنا جميعاً والنجوم شواخص ... ورقيبها يرنو بطرف أجدل
فتنبهت وسناء تمسح عن نوا ... ظهرها الكرى بتذلل وتململ
فلحظت ما سترت ذوائبها إذا ... أثر جناه ساعدي ومقبلي
عاينت رصة قرطها في جيدها ... تحكي بنفسجة بصفحة جدول
وله أيضاً
قد زارني في الدجى والشمس طلعته ... حتى ظننت نهاراً حالك الظلم
يرد طرفي لآلاء بوجنته ... ويلاه لا نظرة يشفي بها سقمي
مشى يرنح خوط البان من هيف ... على نقا خلقت من لؤلؤ هضم
صيغ الجمال على تمثال صورته ... فاستغرق الحسن بين الفرع والقدم
سبحان من صاغ من ابداع قدرته ... روح الجمال ولكن حل في صنم
ومنه قول الحشري
وذي دلال كان الله صوره ... من جوهر الحسن لولا أنه شبح
وقول المتنبي
لعبت بمشيته الشمول وجردت ... صنماً من الأصنام لولا الروح
وقول الأديب حسين ابن الجزري الحلبي
نتفداك ساقياً قد كساك ال ... حسن من فرقك المضئ لساقك
تشرق الشمس من يديك ومن في ... ك الثريا والبدر من أطواقك
أوليس العجيب كونك بدراً ... كاملاً والمحاق في عشاقك
فتنة أنت اذ تميت وتحبي ... بتلاقيك من تشا وفراقك
لست من هذه الخليقة بل ان ... ت مليك أرسلت من خلاقك
وللمترجم غير ذلك وكأنت وفاته فجاة بعد ما شرب القهوة يوم الجمعة سابع رجب سنة ست وعشرين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح رحمه الله.
[أحمد المهمنداري]
أحمد بن محمد بن عبد الوهاب الحلبي نزيل دمشق والمفني الحنفي بها المعروف بالمهمنداري العالم الجليل العلامة المحقق المدقق البارع كان من أفاضل الأجلاء عالماً ماهراً متضلعاً من علوم شتى حسن الخلق متودداً مع الخلق عفيفاً ولد في سنة