بقبر الشيخ مفتوح وهو جالس على ركبه واضع يديه على ركبتيه متوكأ عليهما وكان رآه في حال حياته كذلك فلما رآه قال له يوسف بحذف النداء أخذت علي عيسى خذ علي عيسى فإني خلفته فاستيقظ وكان ذلك الوقت آخر الليل فتوضأ وذهب إلى عند الشيخ عيسى بن كنان للمدرسة السميساطية فرأى ضوءه مشعولاً فطلع إلى خلوته فرآه يصلي التهجد فوقف إلى أن فرغ من الصلاة فقال له لولا يرسلك السيد محمد العباسي ما جئت إلى عندنا اجلس فجلس فبايعه وأخذ عنه العهد ثم في ثاني ليلة رأى نفسه داخلاً إلى التربة المدفون بها شيخه العباسي وقبره مفتوح والشيخ جالس على الهيئة التي سبق ذكرها فقال له يوسف أخذت علي عيسى قال نعم يا سيدي فقال أسعدك الله ثم بعد ذلك أخذته يد التقدير إلى الروم ولما وصل إليها سكن في حجرة في بعض المدارس غريباً فقيراً لا أحد يلتفت إليه إلى مدة أربعة أشهر فبينما هو في بعض الأيام جالس وإذا بعبد أسود عليه رونق يقول أين يوسف الشامي فلم يجبه وظن أنه يطلب أحداً من الأروام ولم يخرج إليه فقال ثانياً يوسف الشامي الذي جاء من الشام منذ أيام فأشاروا له إلي فلما رآني قال لي كلم مولاي فقام معه إلى أن وصل إلى دار فلما دخل على صاحبها استقبله وعانقه وسلم عليه سلام مودة وصحبة بالغة وأمره أن يقرئ أولاده القلبية وأمره أن يجئ بأسبابه التي في المدرسة وفرش له أوضة حسنة وعين له خادماً وعلوفة في كل شهر ورقاه بالمناصب إلى أن أعطى المترجم قضاء بير الأغراض ثم برصا ثم قبرص فرحل إليها وبعد مضي مدته قدم إلى دمشق لوطنه الأصلي زيارة فصادفه التقدير بأن توفي بها وكانت وفاته في يوم الأثنين لعشرين من صفر سنة اثنتي عشرة ومائة وألف وصلى عليه الشيخ عثمان القطان بالجامع الأموي ودفن بتربة الشيخ أرسلان رحمه الله تعالى.
[يوسف الديري]
ابن شبلي الديري الشافعي الشيخ الفاضل الفقيه البارع الصالح أبو المحاسن جمال الدين نزيل دمشق أخذ الفقه عن النور علي الكاملي والعربية عن ولده الشمس محمد وكتب له إجازة مطولة وقفت عليها مؤرخة بأواخر شوال سنة اثنتين وثمانين وألف وبرع وحصل وصار له الفضل التام وكانت وفاته في أوائل هذا القرن رحمه الله تعالى.
[يوسف أفندي الذوق]
ابن عمر بن عبد الله الحنفي الطرابلسي الشهير بالذوق الشيخ الفاضل العالم البارع الأديب الشاعر المتصوف ولد في سنة خمس وعشرين ومائة وألف ونشأ في عفة وديانة وطلب العلم فأخذ عن جماعة في بلدته منهم الشيخ محمد التدمري وعبد الحق المغربي والشيخ علي