ورشقت الزلال من ريق فيه ... رحت منه بسكرة المخمور
زار في غفلة الرقيب فأحيى ... ميت هجر بسعيه المشكور
أوضح الفرق واستكن بفرع ... فأرانا الصباح في الديجور
بات سكري منه بكأس حديث ... طيب أنفاسه لها كالعبير
ريقه العذب لي مدام ونقلي ... لثم خد بوجهه المستنير
ثم وسدته اليمين وبتنا ... في نعيمي مسرة وحبور
ليلة بالعفاف سربلها الده ... ر فكانت كغرة في الدهور
بدرها رام أن ينم فارجع ... ناه منا بنفثة المصدور
ونجوم السماء منظومة السم ... ط كنظم الجمان فوق النحور
وسهيل يلوح طوراً فطوراً ... يتحامى كخائف مذعور
والثريا قد آذنت بانقضاء ... الليل تومي بنا بكف مشير
تشبيه الثريا كثير ومنه قول ابن سكرة الهاشمي
ترى الثريا والغرب يجذبها ... والبدر يهوى والفجر ينفجر
كف عروس لاحت خواتمها ... أو عقد در في الجو ينتثر
ومثله قول أبي القاسم على جلباب
وخلت الثريا كف عذراء طفلة ... مختمة بالدر منها الأنامل
تخيلتها في الأفق طرة جعبة ... مكوكبة لم تعتلقها حمائل
وقال ابن رشيق
والثريا قبالة البدر تحكي ... باسطاً كفه ليأخذ جاما
وكانت وفاة المترجم في سنة عشر ومائة وألف في بعلبك وسيأتي ذكر محمد شمس الدين ويحيى ولديه رحمهم الله تعالى.
[عبد الرحمن بن جعفر]
عبد الرحمن بن جعفر الشافعي الشهير بالكردي نزيل دمشق العلامة العالم العامل الفاضل المحقق المدقق التقي الصالح الدين الزاهد الفالح الورع ولد بقرية من نواحي أرض روم بعد المائة وقرأ القرآن في قريته واشتغل بقراءة بعض المقدمات ثم رحل من قريته فاجتاز بحلب بعد الأربعين ومكث أياماً وسار إلى مصر وأخذ عن علمائها منهم العلامة الكبير الشيخ أحمد الملوي والشمس محمد السجيني وعليهما تخرج وبهما تكمل وأخذ عن بقية علمائها سائر العلوم كالشيخ الحفني