وأعذب لفظ وأسهله وأوجزه وأكمله وبالجملة فقد كان من أفراد العالم علماً وعملاً وكانت وفاته في غرة محرم سنة ثلاث ومائة وألف ودفن بالمدينة رحمه الله تعالى.
[محمد السندي]
ابن عبد الهادي السندي الأصل والمولد الحنفي نزيل المدينة المنورة الشيخ الامام العالم العامل العلامة المحقق المدقق النحرير الفهامة أبو الحسن نور الدين ولد ببته قرية من بلاد السند ونشأ بها ثم ارتحل إلى تستر وأخذ بها عن جملة من الشيوخ كالسيد محمد البرزنجي والملا إبراهيم الكوراني وغيرهما ودرس بالحرم الشريف النبوي واشتهر بالفضل والذكاء والصلاح وألف مؤلفات نافعة منها الحواشي الستة على الكتب الستة إلا أن حاشيته على الترمذي ما تمت وحاشية نفيسة على مسند الامام أحمد وحاشية على فتح القدير وصل بها إلى باب النكاح وحاشية على البيضاوي وحاشية على الزهراوين للملا علي القاري وحاشية على حاشية شرح جمع الجوامع الأصولي لأبن قاسم المسماة بالآيات البينات وشرح على الأذكار للنووي وغير ذلك من المؤلفات التي سارت بها الركبان وكان شيخاً جليلاً ماهراً محققاً بالحديث والتفسير والفقه والأصول والمعاني والمنطق والعربية وغيرها أخذ عنه جملة من الشيوخ منهم الشيخ محمد حياة السندي المتقدم ذكره وغيره وكان عالماً عاملاً ورعاً زاهداً وكانت وفاته بالمدينة المنورة ثاني عشري شوال سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف وكان له مشهد عظيم حضره الجم الغفير من الناس حتى النساء وغلقت الدكاكين وحمل الولاة نعشه إلى المسجد الشريف النبوي وصلى عليه به ودفن بالبقيع وكثر البكاء والأسف عليه رحمه الله تعالى.
[محمد الشرواني]
ابن علي بن إبراهيم الزهري الشرواني المدني الحنفي الفقيه الفاضل العالم الكامل ولد بالمدينة سنة اثنتي عشرة ومائة وألف ونشأ بها وطلب العلم فتفقه على عمه العلامة القاضي يوسف الشرواني وأخذ الحديث عن الجمال عبد الله بن سالم البصري والشيخ محمد أبي الطاهر بن إبراهيم الكوراني والشيخ أبي الطيب السندي والشيخ محمد بن الطيب المغربي الفاسي وأخذ الطريقة الناصرية عن سيدي الشيخ يوسف بن محمد بن محمد بن ناصر وهو أخذها عن صاحبها عمه القطب الجامع بين الشريعة والحقيقة سيدي أحمد بن محمد بن ناصر قدس الله سره وكان فقيهاً متقناً كان المسائل الفقهية نصب عينيه وكان في غاية الصلاح يتلو الكتاب العزيز آناء الليل وأطراف النهار عرض عليه المرحوم الشريف