ولازم الشيخ يوسف بن سالم الحفني وحصل له فتوح كلي ثم عاد لوطنه واستقام متصدراً للافادة والتدريس وأنتفع عليه من الطلبة الكثير ولم يزل على حالته حتى مات ولم أتحقق وفاته في أي سنة رحمه الله تعالى.
[حرف التاء المثناة]
[السيد تقي الدين الحصني]
تقي الدين بن السيد محمد شمس الدين بن السيد محمد بن السيد محمد محب الدين ابن أحمد بن محمد الحصني الحسيني الشافعي الدمشقي السيد الشريف الشيخ الامام الحبر العالم العلامة الصوفي الورع الصالح المعتقد الناسك الفاضل التقي النقي الفقيه ولد بدمشق في ثالث صفر سنة ثلاث وخمسين وألف ونشأ بها وأخذ العلم عن جماعة من الشيوخ منهم الشيخ عبد القادر الصفوري أخذ عنه الفقه والحديث والأصول ولازمه مدة سنين وهو أجل من أنتفع وحصل ودأب عليه وأجازه جماعة من الشام وغيرها فمن الشاميين الشيخ عبد الباقي الحنبلي والمحدث الامام محمد بن علي بن سعد الدين المكتبي الدمشقي والشيخ محمد البلباني انصالحي ومن المدنيين الشيخ إبراهيم بن حسن الكوراني والشيخ علي البصري البصير المالكي نزيل المدينة وعالمها وأخذ عن الشيخ محمد بن دأود العناني المصري وأخذ علم التصوف عن والده السيد محمد شمس الدين وأفاد واقرأ ودرس وقرأ عليه خلق كثيرون وجلس على سجادة مشيختهم بزأوية سلفه المعروفة بهم بالشاغور البراني في سنة ثمان وتسعين وألف وتردد إليه الناس وكان مكرماً للواردين ومنهلاً للقاصدين ورأيت له مجاميع بخطه تدل على فضله واتقانه ومعرفته بالأنساب والتاريخ وكان حريصاً على النوادر يحرر الواقعات والمسائل حتى اني وجدت في كتبه التي كان مالكها وفيات ومسائل مفيدة ولم ألق كتباً منهم خالياً عن حواش بخطه وتحريرات وكان بهي المنظر منور الشيبة يملأ العين جمالاً والصدر كمالاً سخي الكف كثير الصدقة وشفاعته مقبولة عند الحكام وغيرهم معظماً عند الخاصة والعامة مواظباً على اجراء صدقة الكشك في خان ذي النون كعادة أسلافه غير أنه مع علمه الباهر كان لا يخلو أحد من لسانه بالتنكيت والتنكيت ونوادره وحكاياته إلى الآن متدأولة بين الناس ولم يزل على حالته هذه إلى أن مات وكأنت وفاته في ليلة الأحد سابع عشر ذي الحجة سنة تسع وعشرين ومائة وألف ودفن بزأويتهم عند سلفه وتولى المشيخة بعده