هذا على الخسف مربوط برمته ... وذا يشج فلا يرثى له أحد
وللطغرائي من قصيدته المشهورة
إن العلا حدثتني وهي صادقة ... فيما تحدث إن العز بالنقل
لو كان في شرف المأوى بلوغ مني ... لم تبرح الشمس يوماً دارة الحمل
وللشيخ محمد المناشيري الدمشقي
كثرة المكث في الأماكن ذل ... فاغتنم بعدها ولا تتأنس
أوّل الماء في الغدير زلال ... فإذا طال مكثه يتدنس
وهو من قول البديع الهمذاني الماء إذا طال مكثه ظهر خبثه وقال أبو فراس
إذا لم أجد في بلدة ما أريده ... فعندي لأخرى عزمة وركاب
وأنشد الآخر
وربما كان ذل المرء في بلد ... لعزه في بلاد غيرها سببا
وقال بعضهم
ليس الرحيل إلى كسب العلا سفراً ... بل المقام على ذل هو السفر
وأنشد بعضهم
والمرء ليس ببالغ في أرضه ... كالصقر ليس بصائد في وكره
وكتب صاحب الترجمة لبعض أحبابه
مرارة اليأس أحلى في المروءة من ... حلاوة الوعد إن يمزج بتسويف
فاختر فديتك للداعي أحبهما ... إليك لا زلت تسدي كل معروف
وله غير ذلك أشياء كثيرة ولم تطل مدته وكان من أفاضل أهل عصره يغلب عليه حب العزلة والامتناع عن مخالطة الناس حتى لزم في آخر أمره السكنى في حجرة في مدرسة الوزير إسمعيل باشا الكائنة بسوق الخياطين تتردد إليه الطلبة للقراءة عليه والأخذ عنه وكتب بخطه الحسن المضبوط عدة من الكتب ولما توفي السيد محمد سعيد السواري خادم المحيا ومدرس المدرسة المزبورة وجه التدريس المرقوم على صاحب الترجمة فدرس إلى وفاته وكانت وفاته بكرة يوم الثلاثاء سادس صفر سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
[مصطفى اللقيمي]
ابن أحمد بن محمد بن سلامة بن محمد بن علي بن صلاح الدين المعروف باللقيمي الشافعي الدمياطي نزيل دمشق الشيخ العالم الفاضل الفرضي الحيسوب الكامل الأديب الناظم