ليس يدري شخص إذا ما انجلت ... كيف إقبالها ولا إذ تولت
غير أنها أحوال في الخلق جلت ... وعطايا من المهيمن دلت
إن الله فاعل مختار
ومن شعره قوله
ساقي الندامى بدالي ... بكأس خمر الدوالي
قديمة العصر تجلى ... صرفا بنور الجمال
وزمزم الكاس منه ... بريق شهد حلالي
وقال لي اشرب وعربد ... واصدح بها لا تبالي
شربت شرباً هنياً ... منه بدا ما بدا لي
حتى سكرت بحاني ... وما علمت بحالي
فغبت عني بسكري ... ولم أزل في توالي
سكرى بحاني حلالي ... فيه اعتكاف الليالي
فقيل لي ذا حرام ... عليك قلت حلالي
وكأنت وفاته كما أخبرت في سنة اثنين وخمسين ومائة وألف ودفن ظاهر غزة رحمه الله تعالى
[إبراهيم بن محمد الرومي]
إبراهيم بن محمد الحنفي الرومي أحد الموالي الرومية قدم من ملطية مسقط راسه إلى دار الخلافة قسطنطينية وخدم بها شيخ الاسلام مفتي الدولة مصطفى بن فيض الله الحسيني وصار عنده إماماً ولازم على عادتهم وسلك طريق التدريس حتى صار مدرساً وتنقل بالتدريس على العادة حتى صار قاضياً باسكدار وبعد انفصاله قدم حاجاً صحبة المولى محمد نافع بن محمد قاضي المدينة المنورة وعاد من الحجاز للديار الرومية وكان يترقب صيرورته قاضياً بإحدى البلاد الأربع التي هي ادرنه وبورسه والشام ومصر ورتبتهم بالمقام كرتبتهم بالعدد فولى قضاء دمشق ودخلها وكان دخوله سنة إحدى وتسعين ومائة وألف وباشر أخوه سليمان المدرس أمور النيابة وتعاطى الأحكام ووقع بينه وبين الوزير محمد باشا ابن ابن العظم والي الشامي وأمير