ترى الظلم فيهم كامناً في نفوسهم ... كذا غدرهم في طبعهم متواريا
ففي قوة الانسان يظهر ظلمه ... وفي عجزه يبقى كما كان خافيا
وهيهات تسلم من غوائل فعلهم ... وأقوالهم مهما تكن متحاشيا
فمن رام يرضى الخلق في كل فعله ... وفي قوله للمستحيل معانيا
فمن ذا الذي أرضى الأنام جميعهم ... رسولاً نبياً أم ولياً وواليا
وأعظم من ذا خالق الخلق هل ترى ... جميع الورى في قسمة منه راضيا
إذا كان رب الخلق لم يرض خلعة ... فكيف بمخلوق رضاهم مراجيا
فلازم رضى رب العباد إذاً ولا ... تبال بمخلوق إذا كنت زاكيا
وسدد وقارب ما استطعت فإنما ... يكلف عبد فعل ما كان قاويا
ولله فأضر بالدعا متوسلاً ... بخير الورى المبعوث للخلق هاديا
ينجيك من شر العباد وكيدهم ... ومن مكرهم ما دمت حياً وباقيا
وأستغفر الرحمن لي عائذاً به ... أكن من شرار الجن والأنس ناجيا
وله غير ذلك من الشعر المعجب وكانت وفاته بحماة في يوم الخميس ثامن ذي القعدة سنة ثلاث عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى ودفن في الزاوية الفوقانية بتربة مشايخ السجادة القادرية أسلافه في حماه رحمهم الله أجمعين.
السيد علي الأسكندري
السيد علي الأسكندري نزيل طرابلس الشام الشيخ الامام الفاضل كان ناظماً ناثراً له معرفة كاملة في وجوه القراآت مع فصاحة في اللسان وضبط في التأدية والقراءة وحفظ متين ولم يعهد له لحن في قراءته وخطأ في كتابته ونظم ونثر كثيراً ومع فضله الزائد كان في منزلة الخمول قاعد وفي آخر عمره قيده الكبر بقيد الفكر فلزم بالسكوت داره إلى أن توفي وكانت وفاته في طرابلس سنة تسع وستين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[علي البدري]
علي البدري شيخ القراآت والقراء بالديار المصرية الشيخ الامام المقري العالم العامل التحرير كانت له اليد الطولى في سائر العلوم محيطاً بمنطوقها والمفهوم أخذ فن القراآت عن العلامة أحمد الأسقاطي الحنفي هو عن أبي النور علي الزيات الدمياطي وهو عن شيخ الشيوخ سلطان المزاحي وكان صاحب الترجمة في غاية من الاتقان في القراآت لم تر الأعين ولم تسمع الآذان بمحقق مثله في القراآت وغيرها بحيث يقري في رواق المغاربة والأروام بعد الظهر من طريق السبع والعشر والأربعة