للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هجوه قوله في أهل التكية

يا نزولاً بالتكيةأنتم أهل البليةكل من رام حماكمحل في أقوى رزيه

مالكم قط صفاءلا ولا حال وفيهبل أمور ان تراءتفر منها ذي التقية

ما لورد كم وردوبل حظوظكم جليةواشتهاركم وبالللتعصب والحمية

والتراءس والتراءيوالتكبر بالمزيةلا دقيقة خير تبديمنكم سراً خفية

بل دعاء في مهأوأنزلتكم بالسويةشيخكم للجهل شيخكم حوى لفساد نية

مظهر السوء كذوبدارس السنة السنيةآكل السحت دواماًخقه السوء سجية

كم لكم فشر وقشركم له مكر الطويةكم يداهن كم يعانيماله عيش هنية

كم يفاخركم يباهيللتعاظم والانيةكم له جرار سوءكي ينال به العطية

لا جزاه الله خيراً ... فهو دجال البرية

وكأنت وفاة المترجم في حادي عشر جمادي الأولى سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف ومن غريب ما وقع له بعد وفاته أنه لما أبيعت كتبه واشترتها فضلاء دمشق صار كل من أخذ كتاباً من تركته يرى هجوه فيه رحمه الله وعفا عنه.

[حسين الداديخي]

حسين بن أحمد بن أبي بكر المعروف بالداديخي الحلبي كان فاضلاً بارعاً أديباً ذا نكتة ومعرفة له باع طويل في الشعر العربي والانشاء أيضاً وكذلك الانشاء التركي ولد بحلب سنة خمس وتسعين وألف ونشأ بها وقرا على أفاضلها وله تأليف سماه قرة العين في ايمان الوالدين وكتاب في السياسة وله تأليف حافل نظير تعريفات السيد سماه الفيض المنبوع في المسموع وله حاشية على الدرر نحو ثلاثين كراسة وكان له القدم الرأسخ في ميدان الأدب والشعر الرايق المرغوب عند بني حلب وكان مدرساً بمدرسة البولادية خارج باب المقام المشهور بباب الشام في حلب برتبة السليمانية المتعارفة بين الموالي وكان يتولى النيابات حتى استوعب نيابات المحاكم الأربع بحلب من طرف قضاتها في أزمان متفرقة وقبل وفاته بمدة عشرة سنين لزم داره وبالعزلة وجد راحته وقراه بعد أن وقع بينه وبين الشيخ طه منافسة وعدأوة أدت إلى غدره وكأنت علة قهره وله بديعية غراء مطلعها

لي في ابتداء أنتداي مزنة الكرم ... براعة تستهل الفضل بالقلم

تركيب سائلها يسدي لسائلها ... في حل ما حل اطلاقاً من العدم

فازمم زمام النوى ان النوال غدا ... لحاقه يوقع الأحرار في ضرم

ما للأيادي النوادي من مكارمها ... مثل الأيادي النوادي في عكاظهم

<<  <  ج: ص:  >  >>