رافضاً لخلافه ثم نقل للسراي الكبيرة التي بها السلطان ثم نقل لخاص أوطه وترقى في الرتب السلطانية الجوانية الداخلة في السراي العثماني حتى صار كتخدا الخزينة السلطانية وصار له القبول التام في السراي حتى عرضت عليه رتبة الوزارة فأباها ثم خرج كعادتهم برتبة الخواجكانية على القواعد العثمانية وتولى عدة مناصب بمقتضى الرتبة المذكورة وكان بالمعارف ممن يشار إليه بالبنان لنظر الملوك عليه ولتربيته في ظلالهم وأنتشائه من زلالهم ورؤية الدولة ومعرفة القوانين ومجأورة الأكابر والعلماء وخدمة السلطان حتى انه ألف كتاباً سماه التمييز في المحاضرات والأدبيات يدل على فضله ونبله ثم أرسله السلطان محمد خان ابن إبراهيم خان ايلجيا من طرفه يعني قاصداً إلى سلطان الهند وهذه الخدمة تتعلق بالسفير الذي يذهب من طرف دولة إلى طرف دولة اخرى ثم أنه ركب بحراً وهو ذاهب وطلع من صيدا فلما سمع بوصوله قريبه الأمير أحمد بن معن حاكم بلادهم اذ ذاك وأقاربه بني شهاب امراء وأدى التيم وكأنت قرابته لهم من جهة النساء ذهبوا لأستقباله واجتمعوا به في حاصبيا ثم عرضوا عليه حكومة بلادهم وكلفوه أن يصير حاكماً عليهم فقال لهم كيف بعد خدمة الدولة والسلطان والرتب السامية السلطانية أصير حاكماً على بلاد الدروز بعد أن استظليت بظل الدولة وارتضعت أفأويق نعمتها وشملتني ببرها وهبتها فهذا أمر محال وارتحل لمقصوده للديار الهندية ورجع مكرماً متمماً مصالحه ولم يزل في قسطنطينية له الشهرة بين رؤسائها حتى أنتقل إلى رحمة مولاه وكأنت وفاته بها في سنة تسع ومائة وألف عن نيف وسبعين سنة وأما أملاك وعقارات والده وأمواله فان أحمد باشا الكوجك المذكور لما قتل والده كما حررناه آنفاً أوهبه السلطان مراد جميع ذلك وكان عمر التكية خارج باب الله بالقرب من قرية مسجد القدم فوقف عليها ذلك من متعلقاته في بعلبك وصيدا وريشيا وحاصبيا كأنت أملاكاً لفخر الدين والحق بذلك ستين جزأ بالجامع الأموي وتعيينات لأهالي الحرمين والقدس
وإلى الآن ذلك جاري رحمهم الله تعالى. إلى الآن ذلك جاري رحمهم الله تعالى.
[حسين باشا ابن مكي]
حسين باشا بن محمد بن محمد مكي بن فخر الدين واشتهر نسبهم بالفخر الغزي والي دمشق وأمير الحاج كان جده أحد تجار غزة المتمولين ونشأ ولده محمد في حجر العارف الشيخ حسين خليفة الشيخ شعبان أبي القرون الولي المشهور إلى أن شب واكتهل فاتصل بخدمة وزراء الشام ونشأ ولده الوزير المترجم في غزة معتبراً معلوما