للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن مراد لا أرى عوضاً ... وفؤادي منه ما يئسا

رشأ قد زانه حور ... لحظه أسد الشرى افترسا

وجهه قد جلّ عن كلف ... فتراه قط ما عبسا

ثغره يفترّ عن برد ... من لماه يجتنى لعسا

وله غير ذلك وكانت وفاته في سنة خمس وستين ومائة وألف ودفن بمرج الدحداح رحمه الله تعالى.

[السيد محمد القدسي]

ابن السيد عبد الرحيم المقدسي الجهبذ الهمام أفقه الحنفية الامام ابن لامام أخذ العلم عن والده علامة الأنام وغيره من أساتذة الأعلام وكان أبوه شامخ الهمم راسخ القدم غزير العلوم عزيز الفهوم صاحب تحرير وتقرير رحل لمصر فبرع فيها حتى شهد له أهل العصر فرجع وتصدر بأمر الدولة لأفتاء الحنفية بالبلدة المباركة القدسية وكان أعجوبة الدهر وأحدوثة العصر في المتانة في العلوم النقلية وإليه المنتهى في المدارك العقلية فتأواه محكمة محررة ومزاياه معلومة مقررة توجه للروم وانتقل بها إلى رحمة الحي القيوم وبعد مدة جاء الأمر من الدولة الخاقانية بالأذن بالافتاء لصاحب الترجمة العرفانية فقام فيها قيام أولي العزم والثبات وأنبته الله أحسن الثبات مؤدياً للأمانة رافلاً في حلل النباهة والفطانة ناصراً للمنهج النعماني رادعاً بصولته لحكام العرف بالسيف البرهاني يشد النكير عليهم ولا يبالي ناشراً لجواهر العلوم الغوالي وله الفتاوي الحسنة المسماة بالمحمدية عباراتها عذبة مرضية وهو من بيت شامخ العماد راسخ الأوتاد لهم مدة سنين يرثون العلوم ويورثونها للآباء والبنين شهرتهم ببيت أبي اللطف أصحاب المجد والعطف ولأسلافه تآليف تزري بقلائد النحور بل تفوق سوالف أبكار الحور وما زال في منهجه المبرور وسعيه المشكور إلى أن شرب كأس هاذم اللذات وأيتم البنين والبنات فرمى القلم والقرطاس وفاضت نفسه حين شرب من ذلك الكأس وسكن اللحود مع الجدود وصار حديث أمس رهين الرمس ببلدته القدسية بتربة باب الرحمة الأنسية.

[محمد التاجي]

ابن عبد الرحمن بن تاج الدين المعروف بالتاجي وتقدم ذكر والده الحنفي البعلي صاحب الفتاوي المعروفة بالتاجية خاتمة العلماء الأعلام وعمدة المحققين العظام كان عالماً محققاً فقيهاً نحريراً فاضلاً فريد وقته في العلوم معقولها ومنقولها ولد في سنة اثنتين وسبعين

<<  <  ج: ص:  >  >>