وسبعين ومائة وألف تعطل نصفه من حائط وقع عليه وبقي سطيحاً إلى أن مات وكأنت وفاته في شهر رمضان وهو صائم سنة ثمانين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح وسيأتي ذكر والده عبد الرحمن ان شاء الله تعالى.
[أسعد أفندي العبادي]
أسعد بن أحمد بن عبد الكريم بن محمد بن محمد المعروف بالعبادي الحنفي الدمشقي الأديب الفاضل الكامل الماهر اللوذعي أحد من اتصف بالبراعة والنظم والأدب اشتغل بطلب العلم على جماعة منهم الشيخ محمد الحبال ومنهم الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وأخذ عنه ولازمه وكان في مبدأ أمره يحضر دروسه في الفتوحات المكية وغيرها وتلمذ له وقرأ المطول وغيره على الشيخ عبد السلام الكاملي وتفوق وترجمه الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه أبي سلك شعب الأدب وابتدر لنظم شمله وأنتدب فأعلم حبره وطرز وأبرز من مصوناته ما أبرز واقتض شوارده وأحرز برقة لو سرى بها النسيم لما استيقظ الوسنان أو ما زجت الرحيق لما استفاق النشوان خالية من شائبة تخالط طبعه أو تكدر من صافي فكره نبعه تستعبد من المعاني أحرارها وتظهر في سبك الألفاظ أسرارها لم تقطع علائقه من الاشتهار وتأبى خلائقه الاستظهار يستهويه الزهر والأعجاب ويرده التيه إلى الاحتجاب ولم يزل مرتبكاً بنفسه متعلقاً بتخمين آماله وحدسه تسير به في مهأوي الأوهام الا ما تضيق به منه الافهام فطوراً تؤربه الهمة فلم يقتدر وتارة تقعده عما يهم به ويبتدر فهو في ذلك كثير النجوى قليل الجدوى الا أنه في الخيلات الشعرية باقعة وملحة وسط لقلوب واقعة فكأنما اقتطفها من زهر على ضفة نهر أو اختلسها من أنفاس الصبا إذا سرت بها إلى سمع الربا فمن ذلك قوله من قصيدة مطلعها