للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اتفاق بينه وبين قريبه على ان كلاً منهما يعمل ليلة في مشهد المحيا داخل الجامع الاموي والاخرى في جامع البزوري خارج دمشق كما هم عليه الآن ولما صارت الزلزلة العظمى في دمشق ونواحها في سنة وفاته صاموا الناس ثلاثة ايام ودعوا وابتهلوا إلى الله تعالى في مسجد المصلى وكان المترجم هو الذي قدموه للدعاء فدعا وابتهل والناس خلفه وبالجملة فانه كان من العلماء المشهورين بالفضل والصلاح وكأنت وفاته في ثالث شوال سنة ثلاث وسبعين ومائة والف وسيأتي قريبه مصطفى وولداه رحمهم الله تعالى.

[أحمد الوراق]

أحمد بن صالح بن أحمد بن صدقة المعروف بالوراق الخلوتي الاخلاصي الحلبي الاديب النظم البارع السميدع كان نادرة الشهباء في الادب ونظم الشعر فاضلاً له اطلاع وفضيلة بالمعاني والبيان والعربية وفنون الادب والعلم ممن اشرقت شمس آدابه واينعت حياض معارفه وراقت مواردها حسن الاخلاق مجيداً ماهراً محبوباً عند الناس ولد في رجب سنة ثلاث وعشرين ومائة والف وكان في ابتداء شبابه يتعاطى صناعة القصب ثم في عام ثمان وأربعين أنتقل إلى باب أموي حلب الشرقي واشتغل ببيع الورق فنسب حينئذ إلى الورق صحب أفاضل الشهباء وجد في الطلب اخذ العربية عن العالم الشيخ محمد الحموي واخذ الفقه والعقائد عن الشيخ قاسم النجار واخذ البديع عن الشيخ قاسم اليكرجي وعن الشيخ محمد المعروف بابن الزمار واجازه علامة بغداد الشيخ صالح البغدادي وسمع معظم صحيح الامام البخاري عن المحدث محمد بن الطيب المغربي نزيل المدينة عام قفوله من الروم واخذ المصطلح والادب والمعاني والبيان عن الشيخ أبي الفتوح علي الميقتي باموي حلب وأنتفع به كثيراً واستجاز الشيخ صالح الجينيني الدمشقي عام ارتحاله اليها وذلك في سنة ثلاث وستين ومائة والف فاجازه بثبته وله ادبية وشعر واطلاع على فنون الادب ومعرفة غنه من سمينه فن ذلك قوله متوسلاً بزاكي الاباء والحدود وصاحب المقام المحمود صلى الله عليه وسلم

زمن الربيع به الازاهر ... تفتر عن ثغر البشائر

فانهض إلى روضي المنى ... وانف الهموم عن الضمائر

واسمع غناء بلابل ... قد غار منها كل طائر

وتمايلت قضب الاراك ... تريك ميلات المفاخر

<<  <  ج: ص:  >  >>