في عرضه ودينه وكان لوالدي كالأخ الشقيق ونشأ هو وإياه سوية وكل منهما يحب الآخر ويحترمه ويوده بحيث لا يصغي أحدهما إلا للآخر ولم يثنهما عن بعضهما تخالفات الأيام والأحقاب وكانا متحدين من وجوه أولها موافقة الأسم ووجود السيادة والمجد وثانياً الشكل والمهابة ولطف الأخلاق فانهما كانا متشابهين في ذلك وثالثها السن فانهما كانا متساويين في العمر إلا أن العجلاني المترجم كان أكبر من والدي بشيء قليل ومن الاتفاق إن والدي مات بعد وفاته بسنة وأشهر وكان هو لوالدي مطيعاً سميعاً لما يريد ويرضى متفقاً على رأيه منقاداً لأستحسانه وأمره وكان والدي يجله وله عنده رتبة رفيعة ولم يزالا كذلك إلى أن توفي المترجم ولحقه الوالد وماتا رحمهما الله تعالى وتولى المترجم نيابة المحكمة الباب سنة خمس وسبعين ومائة وألف وحج إلى بيت الله الحرام وبالجملة فكان أحد صدور دمشق ورؤسائها وكانت ولادته سنة سبع وعشرين ومائة وألف وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف ودفن بمقبرتهم الخاصة بهم الملاصقة لمسجد الدبان بمحلة السويقة المحروقة ورثى بالقصائد العديدة وكثر الأسف عليه وكان جده السيد حسن من صدور دمشق له الشهرة التامة تولى النقابة مراراً وتصدر كأسلافه ولم يزل كذلك حتى توفي وتولى النقابة بعده أخوه السيد عبد الله مدة وبالجملة فبنو عجلان طائفة شرف وسيادة قديماً وحديثاً والمترجم من وجوههم رحمهم الله تعالى.
[علي الأسدي]
علي بن أسد الله بن علي كان عالماً نحريراً وفاضلاً كبيراً ولد سنة ثمان وأربعين وألف وقرأ على جماعة من العلماء منهم الشيخ سعيد أفندي نقيب زاده والشيخ العالم العلامة السيد محمد أفندي الكواكبي وكان جل قراءته على الشيخ العالم العامل أبي الوفاء العرضي وتولى افتاء الحنفية بحلب مدة خمس عشرة سنة إلى أن مات وكان إذ ذاك متولياً على جامع بني أمية بحلب وفي أيام توليته عليه أمر بمرمات الجامع المذكور ومرمات بعض حيطانه فظهر من أحد الحيطان لما قشروا عنه الكاس رائحه تفوق المسك والعنبر وإذا فيه صندوق من المرمر مطبق ملحوم بالرصاص مكتوب عليه هذا عضو من أعضاء نبي الله زكريا عليه الصلاة والسلام فاتخذوا له هناك في ناحية القبلة في حجرة قبراً في مكانه الآن وحمل الصندوق إليه جميع العلماء والصالحين بالتعظيم والتبجيل والتوقير والتكبير وذلك سنة عشرين ومائة وألف وكانت وفاة المترجم سنة ثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى.