زين الدين بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن زكريا بن خليل الشهير بالبصروي الشافعي الدمشقي الشيخ العالم العلامة الفهامة الفاضل الأديب النبيل كان حأوياً للآداب والفضائل مالكاً زمام العلوم واللطائف مولده في جمادي الثانية سنة تسع وثلاثين بعد الألف وأخذ وفرا وأنتفع بالعلوم ومن مشائخه الشيخ عبد القادر الصفوري الأصل الدمشقي وأنتفع به وأخذ عن العلامة الشيخ خير الدين الرملي ورحل إليه وأجازه العلامة الشيخ يحيى الشأوي المغربي المالكي المشهور حين كان بالروم في دار الخلافة قسطنطينية وكان المترجم بها وقرأ عليه هو وجماعة من بلدته دمشق وغيرها كالعلامة السيد محمد أمين المحبي والفاضل الشيخ أبو الاسعاد بن الشيخ أيوب الخلوتي والشيخ عبد الرحمن المجلد والسيد أبو المواهب سبط العرضي الحلبي فقرأوا تفسير سورة الفاتحة من البيضأوي مع حاشية العصام ومختصر المعاني مع حاشية الحفيد الخطائي والألفية وبعض شرح الدواني على العقائد العضدية وأجازهم جميعاً باجازات نظمها لهم وتولى المترجم تولية المدرسة الصلاحية بالقدس الشريف مع افتاء الشافعية بها واستقام بدار الخلافة من الروم مدة وصار اماماً عند ابن الكويريلي الوزير الأعظم مصطفى باشا وتردد إلى دمشق مراراً وكان ناظماً أديباً له شعر وأدب وله يد طولى في علم التاريخ وزاد أشياء في تاريخ الامام جمال الدين محمد بن عزم المغربي نزيل مكة وقد ترجمه الأمين المحبي المذكور آنفاً في نفحته وقال في وصفه هو لذات الأدب زين وبه ينجلي عن القلب كل زين وكان صحيبي من منذ سنين ولا أعده في العشرة الا من المحسنين من مثابته عندي مثابة الروض العاطر ومحله من ودي محل القلب والخاطر اذكره فارتاح ارتياحة القضب الملد وأتذكره فاشتاق إلى النعيم وجنة الخلد وهو من لطف الذات وشفوف الخصال المستلذات ممن تتحاسد عليه الأسماع والعيون ويشتري يوم وصله بنوم الجفون وقد فقدته أولاً فقد غربه ثم غيبته في تلك الغربة غيبة تربه فانقطعت عني بموته امدادات المواد والموات وهيهات هيهات أن يتدارك ذلك الفوات فرحم الله تلك الروح اللطيفة ولا برحت سحائب الغفران يقبره مطيفه أنتهى ما قاله ومن شعره قوله وكتبه إلى العلامة الشيخ إبراهيم الخياري المدني
بالسيما من ربوة الشام ساري ... عج على طيبة أجل الديار