وللمترجم غير ذلك وكانت وفاته في سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف وجاء تاريخها نال الرضى مكي ودفن بتربة باب الصغير رحمه الله تعالى.
[مصطفى القنيطري]
ابن أبي بكر بن أبي بكر بن عبد الباقي المعروف بالقنيطري الحنفي البعلي الأصل ولد بدمشق في سنة احدى ومائة وألف ونشأ بها وقرأ على قريبه الشيخ أبي المواهب والشيخ إسمعيل العجلوني والشيخ أحمد الغزي والشيخ محمد الحبال والشيخ عبد الغني النابلسي أخذ عنهم وأجازوه وكان له أدب ومعرفة عطاردي الطالع أظهر البدائع من كل صناعة وكان حظه قليلاً وبالجملة فقد كان من الأدباء المفننين وله شعر ومن شعره قوله في الورد
قد سألنا الورود حين نزلنا ... روضها والزهور ضاع شذاها
فلماذا كتمتم العرف عنا ... قبل نيل الشفاه منكم شفاها
فأجابوا لو دّنا القرب منها ... قد فرشنا الخدود ثم الجباها
وكتمنا العبير في الغصن شوقا ... لتنال النفوس منكم مناها
وفي ذلك للشيخ سعدي العمري قوله
وروض طوى عرف الأحبة غيرة ... عليه فنمت بالزهور الشمائل
وما زال عني الورد يطوي حديثهم ... إلى أن رمته بالأكف الأنامل
وقوله أيضاً
صن سرّ من والاك بين الورى ... دون الورى رعياً لحق الصديق
فالروض في الورد طوى عرفه ... دون الأزاهير لأجل الشقيق
وفي ذلك قول الشيخ أحمد المنيني
صن عرف فضلك عن صديق ناقص ... كيلا يصير من الخجالة في وجل
فالورد بين الزهر أخفى عرفه ... خوفاً على غصن الشقيق من الخجل
وفي ذلك قول المولى أحمد علي الرومي أحد الموالي الرومية
اظهار جهل المرء من ... خل شقيق لا يليق
فاكتم كمالك إن عرا ... في مجلس منه الصديق
فالورد يكتم عرفه ... عن أن ينمّ به الشقيق
وفي ذلك أيضاً للشيخ محمد بن الأمير الدمشقي
سألت من الورد الجني الغض عندما ... رأيت زهور الروض تزهو على الرند
أعرفك هذا ضاع في الروض قال بل ... أعرت زهور الروض بعض الذي عندي