أمولاي يا قس البلاغة من رقى ... إلى ذروة العلياء بالفضل والمجد
كريم وعبد للكريم ومن غدا ... وحيد ذوي الآداب واسطة العقد
ونأمل منكم أن تمنوا بفضلكم ... بأوراق منظوم يتم بها قصدي
ودمتم بعز ثم مجد وسؤدد ... وخير واقبال يدوم بلا حد
وكانت وفاته في سادس عشر شعبان سنة اثنين وثلاثين ومائة وألف ودفن بتربة بني عجلان خلف قناة الذبان في سوق الغنم بالقرب من الجباوي رحمه الله تعالى.
[سليمان المدرس الحلبي]
سليمان بن خالد بن عبد القادر المعروف بالنحوي الحنفي الحلبي العالم الفاضل البارع المفضال النحوي المفنن المحقق الماهر كان والده من امراء الأكراد الكائنين في ناحية حلب وولده المترجم نشأ بحلب وقدم دمشق وقرأ بها وحصل الفنون وحضر دروس مشايخها وأخذ عنهم منهم الشيخ يحيى المغربي نزيلها وغيره ثم رجع بعد تحصيل الفضل التام لحلب وتوطنها واشتهر بها بالنحو وتولى تدريس جامع الفردوس وغيره وأخذ عنه الأفاضل وتفوق واشتهر وترجمه الأمين المحيي الدمشقي في ذيل نفحته وقال في وصفه روض فضل مطير عرفه فواح عطير يتطاير الجد عند انقداحه فيوري زند النجاح قبل اقتداحه صحبته بدمشق ابان التحصيل والهمة تعقد بيننا وبين التفريع والتأصيل ونحن في بلهنية هنية نقطف زهر الحياة جنيه فلم أعثر منه على ريبه ولم أعهد منه حالة غريبة وكان له حظوه لم تقصر له عن سابقنا خطوه فثوب الاعتبار لباسه ونور التوفيق اقتباسه ثم رحل إلى بلده حلب بفضل وافر وكمال يهون به كل صعب متنافر فتنازع البلدان فيه صبابة وكلاهما جم الغرام طروب فاجتنى الآمال لذة الفروع وامترى حلوبة العيش ملآنة الضروع وأحرز قصب اليراع فحاك وشيا ما يحاك بالابتكار والاختراع فالأرجاء بأضوائه مؤتلقه والأراجي من الآملين به معتلقه وله شعر مختار كأنه جنى نحل مشتار انتهى ما قاله ومما وصلني من شعره قوله من قصيدة أولها
روى الملث بسيبه الفياض ... ربعا به زمن الشبيبة ماضي
ورعى ظباء فيه قد طارحتها ... ذكر الغرام بأعذب الأحماض