وبالجملة فهم أهل سيادة وطريق وسيأتي ذكر قريب المترجم عبد القادر وقريبه الآخر مصطفى كل في محله ان شاء الله تعالى.
[أحمد الموقت]
أحمد بن محمد بن يحيى الشهير بالموقت القدسي المولد الغزي الأصل المالكي ثم الحنفي العلامة المحدث كان له التضلع من العلوم سيما في علم الميقات وفضله مشهور رحمه الله تعالى أنتقل بعض جدوده من غزة هاشم العذبة المورد وهو من ذرية أبي العزم أحد أولياء المغاربة المشاهير وكان بيت المترجم بيت الميقات عن أبيه عن أجداده الثقات في جامع الأقصى فجد وشمر ذيله للطلب بالاجتهاد والاستعداد وبذل أوقات عنفوان شبابه في التحصيل وهجر المضاجع وأسهر الجفون لاقتناص الذخائر وكان له ذكاء مفرط وهمة شامخة وقرأ العلوم ببلدة القدس ولم يذق كربة الغربة أو أن تحصيله للعلوم وأخذ عن الشيخ عامر وعن الشيخ محمد الخليلي ولما انفك يستفيد الغرر ويستزيد حتى جلس على منصة التصدر للأفادة وأجازوه شيوخه فبث العلوم بالأقصى وصار منهلاً للصادر والوارد بعد ما تضلع من أعذب الموارد ونشر العلوم والنتائج وأنتهت له حقائق العلوم العقلية وألقت إليه مقاليدها العلوم النقلية وكان يتعاطى المتاجر الدنيوية بحيث لا تمد عينه إلى أهل التمتعات بكرم الغرباء لا سيما أهل العلم ويمنحهم البشاشة وتولي افتاء الحنفية بالقدس مرتين مدة يسيرة وما طابت له فكأنت عليه عسيرة وكأنت عليه المدرسة الافضلية وجمع بين امامة الصخرة وامامة المالكية وكأنت له الثروة العظيمة ثم آخر عمره لازم العبودية في الدياجر سيما وقت السحر فكأنت يحييه في مغارة الصخرة المشرفة لا يفتر عن ذلك مع الاشتغال بالمطالعة والمراجعة إلى أن توفي وكأنت وفاته في يوم الجمعة عاشر جمادي الأولى سنة احدى وسبعين ومائة وألف ودفن بمقبرة ما من الله وسيأتي ذكر ولده في محله وولده أحمد كان من أعيان القدس ورؤسائها وتوفي سنة ست وثمانين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[أحمد الكواكبي]
أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد الكواكبي الحلبي الحنفي مفتي الحنفية بها العلامة الصدر والعلم العالم الأديب الماهر الفرد الوحيد ناشر ألوية الفضل وحامل لوائه والوارث المجد عن آبائه كان من أعيان العلماء محققاً فضيلته شهيرة دائماً مشغولاً