أناس كثيرون وفاق أقرانه وشاع صيته وكان شهماً جليلاً له تصرف تام ومهارة في صناعة التوريق وكأنت وفاته سنة خمس وعشرين ومائة وألف بمصر القاهرة رحمه الله.
[حسين باشا حسني]
حسين باشا بن عبد الله الملقب بحسني القسنطيني أحد وزراء الدولة العثمانية في عهد السلطان مصطفى خان الثالث ابن السلطان أحمد خان الثالث العثماني تغمدهم الله بالرضوان تقلبت به الأحوال وصار رئيساً للعسكر الجديد المعروف بالينكجرية ثم صار أمير الأمراء وحاكم البحرين وبعده أعطى الوزارة وكان شهماً جليلاً مدبراً جسوراً كاملاً مكملاً توفي في جزيرة قندية سنة ست وثمانين ومائة وألف رحمه الله تعالى وحسني منسوب للمحسن وهو لقب له على طريقة شعراء الفرس والروم في الألقاب وبالجملة فقد كان نادرة دهره ووحيد عصره رحمه الله تعالى ومن مات من أموات المسلمين أجمعين.
[حسين السرميني]
السيد حسين ابن السيد عبد الرحمن بن محمد الشهير بالسرميني الحنفي الدمشقي كان مجاناً بارعاً طارح التكليف سالكاً بين أبناء زمانه له في كل مقام مقال ولد بدمشق وقرأ وجالس الأعيان وانخرط في مجالسهم ولازمهم وادعى نظم الشعر والفضل حتى شرع في التدريس بمدرسة الخصاصية الكائنة بسوق الدرويشة بالقرب من سراية الحكم لكونه كان متوليها وقف الوزير طويل أحمد باشا وصارت له رتبة اكنجي المتعارفة بين الموالي وكان أحد من يتولى النيابات بالمحاكم كالعونية وغيرها كوالده السيد عبد الرحمن المتوفي سنة احدى وثلاثين ومائة وألف وبالجملة فقد كان ممن يؤنس بحضوره وعشرته وكان والدي يسعفه لأنه كان من أخص المحسوبين والمنسوبين إليه وقد ترجمه الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه أليف ودادي الذي عهوده وثيقة وحليف مرادي الذي درر ذممه نسيقه غبطني عليه الزمن ومتعني باخائه الغالي الثمن فصرفت إليه وجهة الألفة ورفعت ما بيننا حجاب الكلفة فإذا اجتمعنا نودان لا نفترق وإذا افترقنا عاد كل منا وهو أسف فرق فهو لي مطمح سرور وراحة قلبي المحرور تبسم لي تباشير الرضى من خلائقه فاقطع حبال وثوقي من علائقه فما رأيته الا وهشيت ولا طارحته الا وطربت وانبشيت كأنه من ملح تصور ومن اهتضام النفس تكون وبسوار