للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغزي العامري الدمشقي الشافعي العالم الفاضل الأديب المفنن السيد الشريف أبو الوفا وجيه الدين وتقدم ذكر جده قريباً ولد في تاسع جمادي الأولى سنة أربع وعشرين ومائة وألف ونشأ في حجر والده وجده لأمه الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وقرأ عليهما في فنون عديدة وأجاز له اجازات عديدة نظماً ونثراً وأخذ عن جماعة من علماء دمشق كالشمس محمد بن علي الكاملي والمنلا الياس ابن إبراهيم الكوراني وأبو التقي عبد القادر بن عمر التغلبي وعبد الرحمن بن حمزة الحسيني ونبل قدره واشتهر بالفضل والزكاء المفرط وعادت عليه بركات أنفاس جده الاستاذ المقدم ذكره فنظم ونثر وظهر فضله بين الأفاضل واشتهر فمن شعره قوله

بديع حسن كبدر التم منظره ... والغصن يحسده إن ماس أو خطرا

من رامه صار في البلوى على خطر ... لأنه حاز قدراً في البها خطرا

وقوله

الصفح من شيم الكرام فإن تجد ... من ليس يعفو عن مسئ إن جنى

فهو الدليل على خساسة أصله ... فاصفح عن الجاني لتغد ومحسنا

وكانت وفاته مطعوناً شهيداً يوم عيد الأضحى سنة أربع وأربعين ومائة وألف ودفن بمرج الدحداح

[عبد الرحمن البهلول]

عبد الرحمن بن محمد بن علي الشهير بالبهلول النحلاوي الشافعي الدمشقي الشيخ الأديب الشاعر اللغوي البارع اللوذعي النبيل النبيه الفائق بتواريخه وآدابه على أقرانه كان من الأدباء المشاهير يتعانى النظم وله فيه اليد الطولى خصوصاً فن التاريخ فإنه انفرد به في وقته مع معرفته بالعلوم خصوصاً باللغة والشعر والتاريخ والأدب قراء واشتغل على جماعة من شيوخ دمشق الأجلاء وقرأ وأخذ عن الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وامتدحه بقصيدة وكان بالتاريخ أوحد وقته لكنه ممن رماه دهره بمصائبه حتى أخبرني بعض الأصحاب إنه حج لبيت الله الحرام ماشياً على قدميه ذهاباً وإياباً مستخدماً عند بعض الجمالين ولم يوجد له أحد يركبه أو يسعفه بشيء وهو لم يجد شيأً معه ليكتفي به عن غيره وكان يتردد إلى والدي والوالد كان يكرمه وبوده وله فيه المدائح الحسنة وترجمه الأديب الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه أحد شعراء دمشق وروضها الأريج النشق نشأ في الطلب فأدرك منه شمه وبيض في افتائه عارضاً ولو هو ينسج في المنوال ويحوك ويفحص بمقالته على يوم

<<  <  ج: ص:  >  >>