حسن بن محمد بن أحمد المعروف بالنخال الشافعي الغزي العمروي كان أحد الأفاضل بغزة عالماً نبيلاً علامة نشأ في حجر أبيه وحفظ القرآن وجوده وارتحل إلى مصر وقرأ وحصل العلوم على الشيوخ كالشيخ مصطفى العزيزي والشيخ أحمد الأسقاطي والشيخ عبد الرؤف السجيني والشيخ أحمد الملوي والشيخ عبد الله الشبرواي وغيرهم وأخذ عن كل وتفوق وصارت فيه البركة وتمتع بملابس الفضل والاستفادة وأجيز بالفتوى والرواية ثم بعد سنين عاد إلى بلدته وأقام بها يفتي على مذهبه ويقري الناس بالعلوم واجتمع بالاستاذ الشيخ السيد مصطفى الصديقي الدمشقي وأخذ عنه طريق الخلوتية ولقنه الذكر وأسماه وأجازه بالخلافة وألبسه كسوة الطريق واشتهر بذلك لما كان عليه من الصلاح والورع ونشر أعلام الطريق وكان معاشه من عقارات ورثها عن أبائه يقتات بها كفافاً مع القيام باكرام الوفود ولم يزل على حالته إلى أن مات وكأنت وفاته في أوائل ربيع الأول سنة خمس وستين ومائة وألف ودفن في ظاهر غزة ورثاه ابن استاذه الشيخ السيد محمد كمال الدين الصديقي بقصيدة مطلعها
أفق أيها الأنسا من غفلة الدهر ... فما هذه الدنيا بباقية العمر
لعمرك لا تبقي لذي عيشة هنا ... ولو سالمته الحادثات من القدر
فكم من مليك ساد وهو مبدد ... العزائم لا يدري إلى أية يسري
وكم خدعت من عالم شاع فضله ... وكم سالمت بالغدر منها أخا وزر
فهذا فريد الوقت أضحى مجأوراً ... رضى ربه يغشاه في ذلك القبر
امام غدا نجم العلوم وطالما ... هدى أنفساً تاهت بأياته الغر
وجدد آثار ابن ادريس في الورى ... بما فيه من فضل غدا سامي القدر
وأمسى اماماً في علوم حقائق ... أتته بلا ريب عن السيد البكري
وغاص بحار الوهب يبدي جوهراً ... تسامت علاً عن كل ساه وعن غر
وقد كان رحاً في العلو إذا همى ... يجل عن التمداح في النظم والنعثر
لعمروي نسبة إلى محلة بني عامر في داخل غزة هاشم والله أعلم
[حسن بن ملك الحموي]
حسن بن ملك الحموي المولد الحلبي المنشأ والوفاة ولد في حماة في رابع عشر ربيع الأول سنة ثمانين وألف ونشأ بحلب وقرأ على فضلائها وأخذ عنهم الفنون والآلات