كفاك يا علو اعجاباً وبحترة ... كفى فواكف أما في لقد نزحت
لقد أطلت عذاب العاشقين ولم ... ترثى لمن بالحشا أحشا وهم فتحت
حرقت أكبادهم لما إليك صبو ... واستعبروا بد ماء طالما نضحت
تعالى مني وجودي واسمحي بلقا ... واستعملي الرفق فيمن نفسه طمحت
إن لم نجودي ولم ترثى لذي شجن ... فعنك لي عوض من ذاته رججت
على الخلائق بالتقوى فزاد علا ... على الأنام بأيديه التي منحت
محمد من رقى السبع الطباق وقد ... أتى بشرع قويم شمسه اتضحت
عمت مكارمه العافين فانتهلوا ... من بحر فيض عطاياه التي رشحت
أبو المفاخر عم الجود وابن عطا ... حمد النوال أخو التقوى التي اصطلحت
غيث الندى مقصد المداح نعم فتى ... رقى العلاذ وأياد للنوال دحت
له السيادة حقاً والكمال معاً ... والفضل والحلم والنفس التي صلحت
من أم ناديه يرجوه لمعضلة ... ينل من الخير من حاجاته اجترحت
كهف ملاذ غياث ملجأ سند ... أفكاره من علوم الغيب قد طفحت
آياته وسجاياه وخلقته ... عن وصفها كلت الأفكار مذ شرحت
وله غير ذلك وكانت وفاته في حمص سنة خمس وسبعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وأموات المسلمين.
[علي العمادي]
علي بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن عماد الدين الحنفي الدمشقي المعروف كأسلافه بالعمادي صدر صدور دمشق كان مهاباً محتشماً وقوراً عالماً علامة نحريراً فقيهاً أديباً ماهراً حاذقاً فائقاً ولد في دمشق ليلة الأثنين ثالث شعبان سنة ثمان وأربعين وألف ونشأ بها وقرأ على والده وعميه شهاب الدين وكمال الدين العالمين الفاضلين وعلى جماعة منهم الشيخ محمود الكردي والعالم الشيخ إبراهيم الفتال والفرضي الحيسوب الشيخ رجب القصيفي الميداني وغيرهم وتولى تدريس المدرسة السليمانية في الميدان الأخضر وافتاء الحنفية بدمشق وعزل عنها وسلك بها سلوك سلفه المتقدمين وبالجملة فقد كان من الأعيان الأفاضل مرجعاً في الأمور ومحترماً ترجمه السيد محمد الأمين المحبي في نفحته وذكر له من شعره وقال في وصفه هو الآن في الحضرة الخضرة متعين في نظرائه بالمعالي النضرة فيكاد يشير إليه من يغمض عينيه ومن أرد أن يكون السعد من خدمه فليضع قدمه مكان