وفي السنة المذكورة في جمادي الأولى ارتقى إلى أحد المدارس السليمانية وفي سنة إحدى ومائة في جمادي الأولى أعطى قضاء حلب الشهباء مكان خواجه زاده المولى لطف الله وفي سنة اثنين ومائة وألف في جمادي الأولى عزل وصار مكانه قاضياً بحلب المولى إدريس أحد الموالي الرومية ففي السنة المذكورة في جمادي الآخرة كأنت وفاته وكان معتبراً مشتهراً حتى أنه صار معلوماً للسلطان محمد بن إبراهيم خان بسبب همته وتربية الوزير الفاضل المذكور آنفاً وبعده الوزير قره مصطفى باشا المرزيفوتي الشهير وبأمر السلطان المذكور ترجم بالتركيه جفر الاقياجي الكتاب المشهور والآن الذي ألفه في الخزينة السلطانية محفوظ وموضوع رحمه الله تعالى
[أبو الإسعاد بن أيوب]
أبو الاسعاد بن أيوب الخلوتي الدمشقي الحنفي نزيل قسطنطينية وأحد المدرسين بها كان من أكابر العلماء المحققين في سائر الفنون حتى كان في علم الابدان غاية لا تدرك ولد بدمشق في سنة ثلاث وخمسين وألف وقرأ العلوم واجتهد في تحصيل المعارف والفنون مدة أعوام وشهور ومن مشايخه العلامة الشيخ إبراهيم الفتال وأجازه الشيخ يحيى الشأوي المغربي وغيرهما ثم ارتحل إلى الروم إلى دار الخلافة واستقام بها إلى أن مات وسلك طريق الموالي بها فلازم من شيخ لاسلام المولى علي ولما كان منفصلاً عن مدرسة بأربعين عثماني في خامس رجب سنة ثمان وتسعين وألف في ابتداء الأحداث أعطى مدرسة رابعة ساري الغلطه ودرس بها وهو أول مدرس درس بها ففي صفر سنة مائة وألف أعطى مدرسة أبهم مكان المولى رجب أحد المدرسين وفي سنة أربع ومائة في ربيع الآخر أعطى مدرسة خاص أوده باشي وفي سنة ستة ومائة وألف في ذي القعدة أعطى مدرسة أولاي خسر وكنخدا مكان المولى بسنوي حسن ففي يوم الجمعة العشرون من الشهر المزبور كأنت وفاته وبسبب اشتغاله بالطلب صار في مارستان أبي الفتح السلطان محمد خان في قسطنطينية رئيس الأطباء وقد أخذ عنه العلوم في تلك الديار خلق كثيرين من الموالي والوعاظ وكتب له والده الاستاذ والكبير وصية مستقلة كما خص