وألف وأخذ في ابتداء شبابه على والده وعلى الشيخ إبراهيم الفتال لازمه كثيراً وقرأ عليه وحضره في التفسير وكان يرجحه على أقرانه شديد الاعتناء والحرص على افادته وقرأ واستجاز من الشيخ إسمعيل الحائك المفتي وقرأ على الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي وأجازه وقرأ على الشيخ عبد القادر العمري ابن عبد الهادي وعلى الشيخ يس الفرضي البقاعي في الفرائض وعلى الشيخ عبد القادر التغلبي كذلك في الفرائض وعلى الشيخ أبي السعود القباقبي والشيخ محمد علاء الدين الحصكفي قرأ عليه الفقه والتفسير وحضره في البخاري لما قدم بعلبك وأعاد له والد المترجم ومن مشايخه الشيخ عبد الكريم والشيخ عبد الرحيم الكابلي والشيخ الياس الكردي وقرأ على الجد الكبير الأستاذ السيد مراد البخاري ولما قدم بعلبك الجد المذكور أوصاه بوصايا سنية ولما ركب قال يا أهل بعلبك والله ليس في الديار العربية أفضل من مفتيكم فشدوا عليه الأيدي وقرأ أيضاً على الشيخ محمد الكاملي والشيخ عبد الكريم الغزي والشيخ محمد الباسطي مفتي الحنابلة ببعلبك والشيخ عبد الله البهائي مفتي الشافعية بها وأخذ عن الشيخ محمد بن عبد الرسول البرزنجي الكردي نزيل المدينة صاحب الاشاعة وغيرها وكذلك الأستاذ الأعظم الشيخ إبراهيم الكوراني نزيلها أيضاً وقرأ على الشيخ أبي المواهب الحنبلي الدمشقي شرح الشاطبية وجمع عليه من طريق السبعة وشرح كشف الغوامض وحضر دروسه في الفقه والتفسير والحديث والأصول وأجازه ولما حج أخذ عن الشيخ أحمد النخلي المكي وأجازه تجاه الكعبة وعن الشيخ سعد الله اللاهوري الهندي والشيخ محمد الرصاصي شارح السنوسية والشيخ عبد الله البوسنوي نزيلها أيضاً وأجازه الامام الكبير الأستاذ الشيخ زين العابدين الصديقي المصري وأخذ عن الشيخ صالح المطري امام جامع قباء وغيرهم من الجهابذة ثم جلس للتدريس في جامع بني أمية وحضره جمع من الأفاضل وطلب كتابة الفتوى عند المولى شهاب الدين العمادي المفتي فتولاها ثم تركها وتوجه إلى بعلبك وصار مفتياً بها ملازماً للدروس ترد عليه الفتاوي والأسئلة من كل جانب وألف الفتاوي التاجية وأعطاه والده في حياته ثلثي ماله ولأخيه الثلث وكان من نيته التوجه إلى طرابلس الشام مهاجراً من بلده وأصبح قاصداً التوجه إلى صلاة وجلس هو وأولاده يقرأ عليهم شيئاً من البخاري فما شعر إلا والباب قد فتح قليلاً فخرجت بندقية أصابت رصاصتها فؤاده فقال يا لطيف وكان آخر كلامه ذلك ومن اتهم بقتله مزقتهم يد القدرة ولم يعلم قاتله وكان ذلك في سنة أربع عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[محمد الغزي]
ابن عبد الرحمن بن زين العابدين الغزي الشافعي الدمشقي مفتي الشافعية بدمشق وأوحد